Tuesday, March 29, 2011

________________________________________
الثوار يتراجعون إلى بن جواد وواشنطن تصعّد هجومها الجوّي
خاص بالموقع - صعّدت القوات الأميركية هجومها على القوات البرية التابعة للحكومة الليبية واستخدمت للمرة الأولى طائرات تحلّق على علو منخفض مخصصة لاستهداف قوات العدو على الأرض. وتزامن هذا التصعيد مع تقهقر الثوار نحو بن جواد أمام قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، التي هاجمتهم بوابل من نيران المدافع الآلية والصواريخ اليوم.
في هذه الأثناء، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن الجيش الأميركي صعّد هجومه تصعيداً كبيراً في عطلة نهاية الأسبوع وأطلق أول مهمة عسكرية تُستخدَم فيها مقاتلات من نوع «آي سي 130» التي استخدمت في الفلوجة بالعراق، وطائرات «آي 10» الهجومية المصمَّمة لضرب قوات العدو البرية وإمداد القوافل.
ورأت الصحيفة أن استخدام هذه الطائرات، خلال أيام من القتال المكثّف الذي بدت فيه الأمور تصب في مصلحة الثوار الليبيّين، أظهر كيف أن القوات العسكرية المتحالفة تنجر أكثر إلى القتال الفوضوي في ليبيا.
وأضافت إن المهمة التي بدت في بادئ الأمر تتمحور حول كيفية فرض حظر جوي، باتت تتركّز على وقف تقدم القوات الحكومية الليبية داخل المدن الساحلية الرئيسية وحولها.

السلاح الجوي الدولي يستخدم آحدث تصاميمه (بينوا تيسييه - رويترز)
وأشارت الصحيفة إلى أن طائرات الـ«آي سي 130» التي تحلق على ارتفاع منخفض وببطء فوق ساحة المعركة، وهي أكثر هشاشة أمام نيران العدو من المقاتلات التي تحلّق بسرعة، نُشرت بعد أسبوع واحد فقط من بدء العملية العسكرية التي ينفّذها التحالف الدولي ضد الدفاعات الجوية ومواقع الرادارات الحكومية الليبية. ولفتت إلى أن هذه الطائرات تسمح بتوجيه ضربات باتجاه القوات الليبية البرية والقوافل في مكان قريب من المدنيين.
ونقلت «واشنطن بوست» عن مدير هيئة الأركان في البنتاغون، وليام غورتني، قوله إن «استراتيجيتنا ما زالت تقوم على الضغط (على قوات القذافي البرية) في مكان نعتقد أنه سيترك التأثير الأفضل».
وشدد غورتني على أن الجيش الأميركي لا يستخدم الطائرات لتسهيل تقدم الثوار الليبيّين.
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن الولايات المتحدة لن تكرر تجربة العراق بإرسال قوات إلى الأراضي الليبية. وشدد على أن التحالف الدولي حقق الكثير من الأهداف التي حددها لحماية المدنيين في ليبيا وتفادي وقوع مجزرة، وخصوصاً في بنغازي، لكنه قال إن واشنطن لن توسع المهمة لتشمل تغيير نظام العقيد معمر القذافي.
وقال أوباما في خطاب موجّه إلى الأمة عن ليبيا من جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، إن القذافي فقد ثقة شعبه وخسر الشرعية للقيادة، مكرراً موقفه بأن عليه التنحي عن السلطة في بلده بعد أكثر من 4 عقود في ظل حكم «مستبد حرم شعبه الحرية واستغل الثروات وقتل الخصوم وأرعب الأبرياء في العالم، بما في ذلك الأميركيّون الذين قتلوا على يد عملاء ليبيين».
وشدّد على أن الولايات المتحدة والعالم وجدوا أنفسهم أمام ضرورة اتخاذ قرار بعدما وصف القذافي شعبه بالجرذان وهدده بالعقاب. وأضاف «علمنا أننا إذا انتظرنا يوماً واحداً فستشهد مدينة بنغازي مجزرة.. تلطّخ ضمير العالم». وقال إن التحالف الدولي حقق معظم الأهداف بالتماشي مع التعهد الذي قطعته أميركا للشعب الأميركي منذ بداية التحرك، وهو أن يكون الدور الأميركي محدوداً ومن دون أية قوات على الأرض في ليبيا.

الثوار متحصنون في بن جواد (أنجا نيدرينغهاوس - أ ب )
وأضاف إن واشنطن ستؤدّي دوراً داعماً للحلف الأطلسي الذي يقود العملية العسكرية إن لجهة المعلومات الاستخبارية أو الدعم اللوجستي أو عمليات البحث والإنقاذ، لوقف قدرات النظام الليبي على التواصل، لذا فإنّ التكاليف على الجيش الأميركي وعلى دافعي الضرائب ستنخفض انخفاضاً كبيراً.
واعترف بأنّ ليبيا ما زالت خطرة وستبقى كذلك حتى بعد مغادرة القذافي للسلطة، مضيفاً إنّ «40 سنة من الاستبداد تركت ليبيا مفسّخة ومن دون مؤسسات مدنية قوية وستكون مهمة الانتقال إلى حكومة شعبية تستجيب للشعب الليبي مهمة صعبة، وفيما ستقوم أميركا بما يجب عليها للمساعدة فإن هذه ستكون مهمة المجتمع الدولي والشعب الليبي على نحو خاصّ».
وقال الرئيس الأميركي إنه لا جدال في أنّ ليبيا والعالم سيكونان في حال أفضل إذا خرج القذافي من السلطة، إلا أنه أوضح أنّ «توسيع مجال المهمة العسكرية لتشمل تغيير النظام سيكون خطأ».
وأضاف «إذا حاولنا إطاحة نظام القذافي بالقوة فسيتفكّك تحالفنا وسنضطر إلى نشر قوات أميركية على الأرض لتنفيذ هذه المهمة أو تعريض العديد من المدنيين للقتل بالضربات الجوية وستكون المخاطر التي تحيط بجنودنا أكبر تماماً كما التكاليف».
وإذ أشار إلى أنّ وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، تشارك اليوم في مؤتمر لندن الدولي عن ليبيا، وستجتمع مع مسؤول الشؤون الدولية في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثّل المعارضة، محمود جبريل، خلال وجودها هناك، شدد على أن «مهمتنا العسكرية تتركّز على إنقاذ الأرواح، وسنركّز على هدف أوسع يتمثل في ألّا تعود ليبيا إلى الدكتاتورية بل إلى الشعب الليبي».
في غضون ذلك، أعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن واشنطن سترسل الدبلوماسي الأميركي، كريس ستيفنز، «سريعاً» إلى بنغازي (شرق ليبيا) لمحاولة الاتصال بالمعارضة الليبية.
وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن الثوار الليبيين دُعوا الى لندن لكنهم لن يشاركوا في اجتماع مجموعة الاتصال بشأن ليبيا.
وقبيل بدء الاجتماع، قال العقيد القذافي في رسالة وجهها الليلة الماضية الى كل من البرلمان الأوروبي، والكونغرس الأميركي، والأحزاب الأميركية، وإلى اجتماع لندن «أوقفوا عدوانكم الظالم الوحشي على ليبيا. اتركوا ليبيا لليبيين. إنكم ترتكبون عملية إبادة لشعب آمن، وعملية تدمير لبلد نامٍ».

هل يكمل الثوار زحفهم نحو مرابض قوات القذافي (أنجا نييدرينغهاوس - أ ب)
وأضاف «ليس في ليبيا مشكلة إلا مواجهة عناصر القاعدة، ومواجهة القصف الصاروخي والجوي الذي عدّه العالم صليبياً».
وتساءل القذافي «كيف تهاجمون من يقاتل القاعدة». وأضاف «أوقفوا هجومكم الوحشي الظالم على بلادنا. المسألة الآن تولّاها الاتحاد الأفريقي. ليبيا تقبل كل ما يقرره الاتحاد الأفريقي، من خلال اللجنة الأفريقية الرفيعة المستوى التي أُلّفت لهذا الغرض».
ورأى أن «ما يجري الآن هو دعم القاعدة بالغطاء الجوي والصاروخي» لتتمكن من «السيطرة على شمال أفريقيا ويصبح شمال أفريقيا أفغانستان ثانية».
في المقابل، قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إن على معمر القذافي مواجهة القضاء الدولي. وأبلغ هيغ إذاعة «بي بي سي 4» قائلاً «نريد أن يرحل، أن يتنحى عن السلطة». وأضاف «بالتأكيد، أعتقد أنه يجب أن يواجه المحكمة الجنائية الدولية (مقرها في لاهاي)، لكن، أينما ذهب، إذا ما ذهب، فالأمر عائد إليه».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
[1] [1]
الاخبار

No comments:

Post a Comment