Friday, April 29, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

السبت 30 نيسان/أبريل 2011
السبت من أسبوع الحواريّين

في الكنيسة المارونيّةمار يعقوب بن زبدى الرسول
إنجيل القدّيس يوحنّا .25-19:20

وفي مَسَاءِ ذلِكَ اليَوم، يَوْمِ الأَحَد، كَانَ التَّلامِيذُ مُجْتَمِعِين، والأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ خَوفًا مِنَ اليَهُود، فَجَاءَ يَسُوعُ ووَقَفَ في الوَسَطِ وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!».
قَالَ هذَا وأَرَاهُم يَدَيْهِ وجَنْبَهُ. فَفَرِحَ التَّلامِيذُ حِينَ رَأَوا الرَّبّ.
فَقَالَ لَهُم ثَانِيَةً: «أَلسَّلامُ لَكُم! كَمَا أَرْسَلَنِي الآب، أُرْسِلُكُم أَنَا أَيْضًا».
قَالَ هذَا ونَفَخَ فِيهِم وقَالَ لَهُم: «خُذُوا الرُّوحَ القُدُس.
مَنْ غَفَرْتُم خَطَايَاهُم غُفِرَتْ لَهُم، ومَنْ أَمْسَكْتُم خَطَايَاهُم أُمْسِكَتْ عَلَيْهِم».
أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الٱثْنَي عَشَر، المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُم حِينَ جَاءَ يَسُوع.
فَقَالَ لَهُ التَّلامِيذُ الآخَرُون: «لَقَدْ رَأَيْنَا الرَّبّ!». فَقَالَ لَهُم: «مَا لَمْ أَرَ أَثَرَ المَسامِيرِ في يَدَيْه، وأَضَعْ إِصْبَعِي في مَوْضِعِ المَسَامِير، وأَضَعْ يَدِي في جَنْبِهِ، لَنْ أُؤْمِن!».


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

الكردينال جوزف راتزنغر (البابا بندكتُس السادس عشر)
رياضة روحيّة في الفاتيكان 1983
"فإِنَّنا نَسمَعُهم يُحَدِّثونَ بِعَجائِبِ اللهِ بِلُغاتِنا"


إنّ يوم العنصرة يظهر كاثوليكيّة الكنيسة وكونها كنيسة جامعة. يعلن الروح القدس عن حضوره في موهبة الألسن. لقد جدّد بذلك، إنّما بطريقة معاكسة، حدث بابل (تكوين 11)، هذا التعبير عن تكبّر البشر الذين يريدون أن يصبحوا مثل الله وأن يبنوا بقواهم الخاصّة، أي بدون الله، جسرًا نحو السماء، أي برج بابل. إنّ هذا التكبّر يؤدّي إلى الانقسامات في العالم ويرفع جدران التفريق. بسبب التكبّر، يعترف الإنسان فقط بذكائه الخاص، وبإرادته الخاصّة وبقلبه الخاص؛ من هنا، هو ليس قادرًا على فهم لغة الآخرين، ولا على سماع صوت الله.
إنّ الروح القدس، المحبّة الإلهية، يفهم ويجعل الآخرين يفهمون اللغات؛ هو يخلق الوحدة في التعدّد. هكذا، ومنذ يومها الأوّل، تتكلّم الكنيسة في اللغات كلّها. هي في الحال كاثوليكيّة وجامعة. الجسر بين السماء والأرض موجود فعلاً: إنّ الصليب هو هذا الجسر، ومحبّة الله بَنَتْ هذا الجسر. إنّ بناء هذا الجسر تخطّى إمكانيّات التقنيّة. كان يجب أن يفشل هدف بابل ويجب أن يفشل؛ وحدها محبّة الله المتجسّد كان باستطاعتها تلبية هدف كهذا...
إنّ الكنيسة هي كاثوليكيّة منذ اللحظة الأولى على وجودها؛ هي تشمل اللغات كلّها. إنّ علامة اللغات تعبّر عن وجه بالغ الأهميّة لعلم كنيسة أمين للكتاب المقدّس: الكنيسة الجامعة تسبق الكنائس الخصوصيّة، والوحدة تأتي قبل الأقسام. إنّ الكنيسة الجامعة ليست اندماجًا ثانويًّا للكنائس المحليّة؛ إنّ الكنيسة الجامعة الكاثوليكيّة هي التي أوجدت الكنائس الخصوصيّة، وهذه الكنائس لا يمكنها أن تبقى كنائس إلاّ من خلال الشراكة مع الكنيسة الكاثوليكيّة. إضافة إلى ذلك، فإنّ الكاثوليكيّة تقتضي تعدّد اللغات، وتوحيد الثروات البشريّة وتناغمها في محبّة المصلوب.

No comments:

Post a Comment