Thursday, April 28, 2011

الحكومة: هبّة باردة وهبّة ساخنة
هبّت أمس رياح تأليف قوية، حرّكتها معلومات عن تنازل رئيس الجمهورية عن وزارة الداخلية. لكنّ أوساط الرئيس المكلف تريّثت في ضخ التفاؤل، وزوّار الرابية أكدوا أن لا شيء جدّياً حتى الآن... فيما 14 آذار جاهزة للمهمة
إذا صحّت «خبرية» الاتصال الرئاسي أمس، يكون موضوع تأليف الحكومة الميقاتية قد دخل غرفة الولادة، حيث أفادت مصادر متابعة للملف الحكومي بأن رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصل أمس بالرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وأبلغه استعداده للتخلي عن حقيبة الداخلية لمصلحة شخصية محايدة تكون موضع قبول من جميع الأطراف المعنية بالتأليف، علماً بأن أوساط ميقاتي فضّلت التريّث في إشاعة التفاؤل.
أضافت المصادر المذكورة أن تنازل سليمان عن الداخلية يفتح الطريق أمام حسم التوزيع الطائفي بنسبة 99%، وبالتالي تسهيل تركيب الأسماء على الحقائب، مشيرة إلى أن الحصص توزّعت كالآتي: الوزراء الشيعة 3 للرئيس نبيه بري و2 لحزب الله وواحد للحزب القومي، السنّة: واحد للحزب التقدمي الاشتراكي وواحد للمعارضة السنّية و4 لميقاتي، بمن فيهم هو، الدروز: 2 للحزب التقدمي وواحد للنائب طلال أرسلان، الموارنة 4 للنائب ميشال عون وواحد للنائب سليمان فرنجية وواحد لرئيس الجمهورية، أرثوذكس، 2 لعون وواحد لكل من رئيس الجمهورية وميقاتي، كاثوليك: واحد لكل من رئيس الجمهورية وعون وميقاتي، أرمن: 2 لتكتّل التغيير والإصلاح.
ورأت مصادر في الأكثرية الجديدة أن خطوة سليمان تعني أنه قرأ جيداً كلام بري أول أمس، الذي تضمن «رسالة سورية واضحة للتأليف يفترض أن يتجاوب معها المعنيون». ودعت إلى التوقف عند ما شهدته بعض المناطق مساء أمس، من قطع للطرقات، وخصوصاً طريق صوفر الدولية، احتجاجاً على غلاء أسعار المحروقات، معتبرة أن ذلك سيؤكد الحاجة إلى وجود حكومة فعلية.
وإذا كانت أوساط ميقاتي تفضّل تأجيل «الاحتفال» حتى إنجاز كل المراسم، بدّد أحد أركان الأكثرية الجديدة أجواء التفاؤل، وأكد عدم حصول تقدم. كذلك أكد زوار الرابية أن «لا شيء جدّياً حتى الآن، والجنرال عون لم يعد يرضى بطريقة أن واحداً يسمّي والآخر يوافق بينه وبين رئيس الجمهورية، بل يريد أن يسمّي هو، وأن تكون الداخلية له».
ولفت أمس أن المعلومات عن اتصال سليمان بميقاتي ترافقت مع زيارة قام بها الوزير زياد بارود أمس للرئيس بري، وخرج من عنده مكتفياً بالقول إن اللقاء ممتاز، قبل أن يوزَّع لاحقاً خبر موسّع يقول فيه بارود إنه عرض مع بري «أوضاع السجون والمخالفات على الأملاك العامة»، مضيفاً «هناك مواضيع كثيرة نبحثها مع الرئيس بري». كذلك التقى بري أمس الوزير وائل أبو فاعور، وعرض معه الأوضاع العامة وعملية تأليف الحكومة.
وحضر موضوع الحكومة أيضاً في لقاء الأربعاء النيابي، حيث استغرب بري استمرار المراوحة في تأليفها، «في ظل الظروف الدقيقة والصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة». وقال إن التحديات الكبيرة التي تواجه البلد «تفترض وجود حكومة اليوم قبل الغد»، منبّهاً إلى «أن ما يجري ويحاك يتطلّب منا جميعاً أن نكون يقظين وعلى مستوى المسؤولية أمام العاصفة التي نشهدها، والتي تستهدف لبنان واللبنانيين جميعاً من دون تمييز».
وفي مجال آخر، جدّد بري إعلان «الوقوف إلى جانب سوريا في هذه المرحلة بالذات»، مشيراً إلى «أن موقف لبنان في مجلس الأمن طبيعي وينطلق من العلاقة الأخوية والمميزة بين البلدين، ومن المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين».
كذلك شدّد الوزير أكرم شهيب، بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، على أن «البلد بحاجة إلى حكومة، والوضع مترهّل، وخصوصاً في الظروف التي نمرّ بها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً». وأشار إلى وجود عقد، وإلى أن وزارة الداخلية هي الأساس لفك هذه العقد، معرباً عن الثقة بالرئيس المكلف. وقال: «إننا نحاول مع جميع المعنيين للوصول إلى حل، وندعو إلى حوار هادئ لتأليف جبهة أوسع من 14 و8 آذار، ونحن مع الموقف الرسمي اللبناني بشأن أمن الشعب السوري».
على خطٍّ موازٍ، لفت أمس، بعد دعوة حزب الكتائب لتأليف حكومة إنقاذ تضم كل القوى، زيارة الرئيس أمين الجميّل لرئيس الجمهورية، في وقت تطورت فيه انتقادات المعارضة الجديدة للتأخير في حسم الملف الحكومي، إلى بدء طرح نفسها لتسلّم هذا الملف، حيث أعلن النائب السابق فارس سعيد أن الأمانة العامة لقوى 14 آذار بحثت في اجتماعها الأسبوعي أمس «مخاطر عدم تأليف حكومة»، متّهماً الأكثرية الجديدة بـ«الانهيار السياسي» و«العجز الكامل» عن التأليف، ومعتبراً في المقابل أن فريق 14 آذار هو الوحيد الذي «يمتلك المشروع السياسي الواضح لإنقاذ لبنان وحمايته وإدارة الشأن الداخلي في لبنان، ويمتلك مقاربة وطنية إسلامية ـــــ مسيحية شاملة لما يجري في المنطقة من خلال تأليف حكومة». ورأى أن «ربط» الرئيس بري موضوع التأليف بالأحداث في سوريا هو «شيء خطير جداً جداً».
على صعيد آخر، هاجم نواب من تيار المستقبل الوزير علي الشامي، واصفين طلبه من مندوب لبنان في الأمم المتحدة عدم الموافقة على مشروع البيان الصحافي بشأن الأحداث في سوريا بأنه تصرف «غير مهني ولا مسؤول»، في وقت ذكرت فيه الوكالة الوطنية للإعلام أن الجيش والقوى الأمنية المعنية بدأت مساء أمس إجراءات مشددة لضبط الحدود الشمالية من العريضة حتى منطقة وادي خالد.
مؤامرة توطين
حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري من «إعادة تحريك مؤامرة التوطين في إطار ملامح تسوية يجري العمل على فرضها في المنطقة»، معتبراً أن «الأخطر في هذه التسوية هو طيّ صفحة القرار 194 المتعلق بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم»، وجدد القول «إن لبنان لا يتحمّل ولن يقبل إمرار مؤامرة التوطين».
[1] [1]
العدد ١٣٩٩ الخميس ٢٨ نيسان ٢٠١١
سياسة
الاخبار

No comments:

Post a Comment