Thursday, April 28, 2011

بتراوس يدير الـ«سي آي إيه» وبانيتا يخلف غيتس أوبـامــا يخلــط أوراق إدارتــه: استقرار البنتاغون وعسكرة الاستخبارات
جو معكرون
واشنطن :
في مؤشر على انه لا يريد أي دراما داخل فريقه للأمن القومي مع انطلاق الحملة الرئاسية، أعاد الرئيس الأميركي باراك أوباما خلط أوراق إدارته، عبر تبادل أدوار
بين العسكر والمدنيين، مع أسماء من العيار الثقيل، لن تواجه أي عراقيل خلال تصديق الكونغرس عليها في زمن المواجهات التشريعية بين الديموقراطيين والجمهوريين.

وأعلن أوباما رسميا أمس عن ترشيح قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ديفيد بتراوس لتسلم منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) بدل ليون
بانيتا الذي سيتولى وزارة الدفاع من روبرت غيتس الذي سيغادر منصبه في 30 حزيران المقبل، بينما عاد السفير السابق في العراق ريان كروكر إلى السلك الدبلوماسي
بعد استراحة أكاديمية في ولاية تكساس ليصبح السفير في كابول، ما قد يعني مرونة أميركية في التعامل مع الوضع الأفغاني، لا سيما حركة طالبان. ورشح نائب قائد القيادة
المركزية في الجيش الأميركي الجنرال جون ألين ليخلف بتراوس في القيادة العسكرية في أفغانستان.
هذه التغييرات الإدارية فرضها قرار غيتس التقاعد هذا الصيف، ولم تكن بالتالي نتيجة قرار لتعديل سياسات الإدارة أو تغيير ديناميتها الداخلية، وستليها على الأرجح
تغييرات مماثلة في حال فوز أوباما بولاية رئاسية ثانية، مع قرار وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التقاعد أيضا مع نهاية عام 2012.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول أميركي قوله إن أوباما اختار مرشحيه بطريقة تضمن ألا يكون هناك «تعطيل» في تنفيذ السياسة الأميركية.
بتراوس، الذي كان في مواجهة مع وكالة الاستخبارات على مدى سنوات على خلفية تقييمه الايجابي لتطورات أفغانستان على عكس شكوك الوكالة، يجد نفسه الآن يدير وكالة
كانت على تباين معه في تقييم المعركة الرئيسية التي تخوضها واشنطن في الخارج. ويرجح الخبراء أن يحمل بتراوس معه إلى الوكالة أولوياته في مكافحة «التمرد» كما
حصل في النموذج العراقي، أي مقاربة شاملة في التعامل مع المجموعات «المتمردة» بدل التركيز على البعد الأمني فقط. وطبعا الهمس لا يتوقف في واشنطن أن أوباما اختار
بتراوس لهذا المنصب لإبعاده على الأرجح من احتمال طرح فكرة ترشيح الحزب الجمهوري له للرئاسة العام المقبل.
أما بانيتا فسيكون من الصعب عليه خلافة غيتس باعتباره وزير الدفاع الأكثر شعبية. وكان غيتس رشح قبل ستة أشهر بانيتا لهذا المنصب الذي سيضعه في الواجهة الإعلامية
على عكس كواليس وكالة الاستخبارات. ويحمل معه بانيتا سيرته الذاتية في الكونغرس والإدارة والميزانية ليواصل نهج غيتس في البنتاغون ليضمن تنفيذ رؤية الرئيس لتقليص
نفقات وزارة الدفاع بحوالى 400 مليار دولار خلال 12 عاما ضمن خطة الإدارة لتقليص الدين العام الفيدرالي. بانيتا كان من المؤيدين لفكرة شن غارات جوية بطيارات
من دون طيار في المناطق القبلية على الحدود الباكستانية - الأفغانية، ويتوقع أن تزداد هذه العمليات مع تسلمه البنتاغون.
قيادة عسكري لوكالة الاستخبارات قد يساعد على تعزيز علاقة أوباما بالجيش الأميركي، لكنه طرح تساؤلات حول عسكرة وكالة الاستخبارات، ما دفع برئيسة لجنة الاستخبارات
في مجلس الشيوخ السيناتور ديان فاينشتاين لإصدار بيان اعتبرت فيه أن قيادة العسكر «دور مختلف عن قيادة اكبر وكالة استخبارات مدنية».

No comments:

Post a Comment