Saturday, April 30, 2011

ماذا يقول المسيحيون اللبنانيون عن التطورات في سوريا؟
حياد لبنان عن شأنهم الداخلي وتناقض في موضوع الحماية




النائب ابرهيم كنعان. نائب رئيس الكتائب سجعان القزي.



المحامي سليمان فرنجية.

عرفت العلاقات بين اللبنانيين المسيحيين والنظام السوري مداً وجزراً لم تعرفه اي من الجماعات اللبنانية الاخرى. والعودة الى كتب التاريخ تظهر مراحل صدام عنيف بين القيادات المسيحية السياسية التي اعتبرت ان سوريا تريد الهيمنة على لبنان وابتلاعه تنفيذاً للنظرية الوحدوية البعثية. كما تظهر اختلافاً في الموقف من سوريا منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي.

هؤلاء المسيحيون الذين تمكنوا من انهاء عهد الوصاية السورية عام 2005، واصبحوا اليوم مقسمين بين 14 و 8 آذار، ماذا يقولون عن تطورات الاوضاع في سوريا، علماً ان اي موقف صريح لم يصدر عن قيادات الاحزاب والقوى المسيحية الاساسية، التي وان اختلفت مقاربتها للعلاقة مع النظام السوري تحاذر وبشدة اتخاذ اي موقف قد يحتسب عليها سلباً او ايجاباً وتختار كلماتها بعناية كي "لا نذهب دعس الخيل" كما قال الرئيس امين الجميل. وباستثناء "المردة" يختار محازبو الكتائب و"القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" كلماتهم بعناية مرددين رفضهم التدخل في الشؤون السورية الداخلية اسوة برفض تدخل الآخرين في الشؤون اللبنانية، ويطرح بعضهم سؤالاً كبيراً: "ما هو البديل؟".
النائب في كتلة حزب "القوات اللبنانية" انطوان زهرا يشير الى ان حزبه آل على نفسه عدم التدخل في شؤون الدول العربية، انطلاقاً من الموقف الرافض لتدخلها في الشؤون اللبنانية. وفي تعليقه على ما يجري في الداخل السوري، يقول زهرا بصفة شخصية "ان الحراك الشعبي واضح في مختلف الدول العربية والامر يتصل بالمشاركة في السلطة والديموقراطية والحريات العامة ولا موقف لهذه الانتفاضات من السياسات الخارجية لكي تتهم انها محركة من قوى خارجية".


الدور التاريخي للمسيحيين

وفي الشأن المسيحي يشدد زهرا على ان الايحاء بأن الوضع المسيحي مرتبط برضى فريق معين وحمايته يشكل اهانة للمسيحيين اللبنانيين والعرب ودورهم الثقافي وحضورهم الانساني الكبير. ويقول:"اذا لم يكن الحضور المسيحي منطلقاً من اشعاعه الحضاري ودور المسيحيين التاريخي في العالم العربي فنحن امام مشكلة كبيرة وعميقة".


تجربة العراق المدمّرة

أمين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابرهيم كنعان يعتبر ان الاستقرار في سوريا امر مهم جداً واستراتيجي ايا يكن موقف اللبنانيين من السياسة السورية في لبنان. لان مصلحة لبنان هي في استقرار سوريا، وكل تغيير دراماتيكي وفوضى لدى الجارة الاقرب امر مرفوض وخصوصاً اذا اتخذ منحىً طائفياً. ويشير كنعان الى ان التيار الوطني طالب على مدى سنين طويلة بالا يتدخل احد في الشؤون اللبنانية الداخلية، وهذا ما يجب عكسه اليوم على الوضع السوري الداخلي. ويوضح ان "التيار" يدعم الاصلاحات في اي دولة عربية ويراها ضرورية، لكن ذلك في رأيه شأن داخلي يعني ابناء تلك الدول واحزابها وقياداتها وشعبها.


علمانية لا تحالف أقليات

تيار "المردة" واضح في موقفه المؤيد للنظام السوري، ويعتبر المسؤول الاعلامي المحامي سليمان فرنجية ان ما يجري في سوريا يدخل في اطار "تصفية الحساب" مع دمشق نتيجة سياسة الرئيس بشار الاسد ومواقفه. ويشير الى ان الاسد اقدم على خطوات اصلاحية مهمة اكبرها الغاء قانون الطوارئ.
وفي رأيه ان البديل ليس نظاماً علمانياً، بل تقسيم سوريا على اسس طائفية ومذهبية. ويقول: "ما نسمعه من كلام "ينقز" وسوريا منذ 1967 هي المدافعة استراتيجياً عن المسيحيين في الشرق، واي مشروع آخر بديل هو الغاء للتعددية الطائفية في لبنان وسوريا".


ديموقراطية أم تطرف؟

نائب رئيس الكتائب سجعان قزي يشدد على مبدأ حياد لبنان وخصوصاً متى كان الامر يتعلق بالصراع بين الشعوب والانظمة. ويشير الى مبدأ ثان هو اهمية الاستقرار في سوريا من اجل استقرار لبنان، ويخلص الى تأييد الكتائب للاصلاح في العالم العربي ومزيد من الحريات والاصلاحات.
ويتساءل قزي اذا كانت هذه "الثورات" ستؤدي فعلاً الى الديموقراطية واحترام التعددية ام انها ستنتهي الى الفوضى والى حكم اسلامي متطرف يفرض الشريعة ويعيد النظر في كل الامور وحتى في مبدأ القومية العربية. ويقول: "هذه المخاوف ليست من نسج الخيال بل نرى طلائعها في مصر.

بيار عطاالله

No comments:

Post a Comment