Sunday, May 29, 2011

فلسطين هي الاردن
28 أيار 2011 شالوم ياروشليمي - "معاريف" الاسرائيلية




غيئولا كوهين تنتقي الكلمات. وهي تقول انها فرحة، ولكن بالتأكيد غير فخورة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ليست فخورة بعد. نتنياهو في الطريق الصحيح، حتى وان كان هنا وهناك يكبو بفظاظة، مثلما في الخطاب امام مجلسي الكونغرس. "حسن أن نتنياهو شدد على مسامع الكونغرس بان القدس لن تقسم، ولكن خطير جدا انه انجرف ووعد بيد سخية بأرض واسعة للدولة الفلسطينية على حساب اقتلاع المستوطنات"، تقول كوهين بوجه متجهم. "هو يعرف مثلي بان الدولة الفلسطينية، اذا ما قامت ستكون تهديدا على المستوطنة التي تسمى دولة اسرائيل".
"نتنياهو يمكنه أن يتباهى بنفسه"، تجمل كوهين التردد حول خطابات نتنياهو في واشنطن. كما أن لديها رسالة تربوية. وهي تقترح عليه "ان يتعلم" وتضيف "اذا كان يقول الحقيقة بلا تلعثم. اذا لم يطرح علامات استفهام وثلاث نقاط، بل مجرد ثلاث علامات تعجب. اذا كان لا يخضع الريح أمام الحقيقة فانهم يقدرونه أكثر بأضعاف. أسمع وأقرأ كل المحللين. احيانا يقترحون عليه أن يقول نعم ولكن واحيانا لا ولكن. اما انا فأقترح عليه أن يقول لا وبدون لكن".
من ناحية كوهين فان الرئيس براك اوباما هو رجل لا يدرك الواقع. وهي تتوجه الى الرئيس بلغة المخاطبة فتقول له: "كل التاريخ ضدك. كل السياسة ضدك. ما هذا الانقطاع عن الواقع؟ عن كل ما يحصل هنا؟ انت تقول بسرعة بسرعة لا يوجد وقت. ولكن بالمقابل انت تعترف بانه مع حماس لا يمكن صنع شيء. إذن اين هنا السرعة؟ وماذا ستنفع السرعة؟".
"الانسان يتشوش اذا لم يكن لديه أ أو ب. اذا لم يكن يقوم على اساسات. أنا ادعو اوباما الى زيارة مقابر مشاريع السلام للشرق الاوسط. فليتنزه قليلا بين شواهد مشروع روجرز، صيغة كلينتون ومشروع بوش. وقريبا مشروعه سيجد نفسه عميقا في التراب. وبدلا من اعطاء درس لنتنياهو فليحاول أن يفهم لماذا دفن كل شيء. هو شاب كفؤ، خريج هارفرد وهو سيفهم بان هناك شيء واحد يفشل كل من يحاول حل المشكلة.
وهو؟
"جذر القضية تاريخي. هذه ليست سلامة سياسية. هذه سلامة تاريخية. انت تصل الى الصخرة. هذه صخرة وجودنا. يمكن الضحك من التعبير، ولكن على هذه الصغرة تفجر كل شيء. لا يا اوباما انت لا تستطيع. كل حل لا يكون تاريخيا لن يكون سياسيا ولن يكون واقعيا. كل حل يأخذ منا القدس لن يكون قائما. كل حل يجلب الى هنا دولة لا تعترف بنا كدولة يهودية سيجر حربا وليس سلاما. إذن أنا أعرف مصر لم تعترف باسرائيل كدولة يهودية كما يقولون لي، ولكن هذا يختلف. مصر لا تطالب بارضنا".

ما هو في واقع الامر حلك السياسي؟
"توجد دولة فلسطينية في الاردن. هذا هو حلي وكذا حل بنيامين نتنياهو. الاردن هو فلسطين. 85 في المائة من السكان هناك هم فلسطينيون. رئيس الوزراء فلسطيني، قادة الجيش، السلالة الهاشمية لحسين لم تعد قائمة. انا أسمع اوباما يقيم لنا حدودا مع الاردن. ما هذا؟ يقيم حدودا لدولة فلسطينية مع دولة فلسطينية اخرى؟ فليأخذوا الاردن، وربما أيضا أريحا وهذا هو".
نتنياهو يتحدث بالذات عن دولة فلسطينية في يهودا والسامرة؟
"هو لا يؤمن بذلك. أنا اعرف قوة منطقه السياسي، ولاءه للتاريخ، اليوم يتحدث عن دولتين لانه لا مفر أمامه. فنحن لم نعد بعد الفي سنة الى دولة فلسطين بل الى بلاد اسرائيل. لدينا اناس يعانون من مرض روح التاريخ. نتنياهو يعرف هذا، ولكنه يريد أن يبقى".

إذن ماذا سيحصل؟
"نتنياهو لن يبيعنا. وهو لن يقبل أي حل مناهض للتاريخ. هو لن يقول كل الحقيقة، ولكنه سيتصرف حسب حقيقته. كانت لي لحظات يئست منه، الى أن جاء هذا الخطاب امام اوباما في البيت الابيض. فاعادني الى الايمان. اشكره على انه ساعدني على الا ايأس منه. وهناك لنتنياهو صعود وهبوط. وهو يعرف أنه لا يوجد هنا سنتيمتر واحد احتليناه".

ولكن يوجد هنا مليونا فلسطيني في الاحتلال؟
"من يعترف بدولة اسرائيل يعيش هنا. نقبل 30 في المائة منهم ليصوتوا للكنيست. واضح انه لا يمكننا أن نقبل اعدادا أكبر. كل الاخرين يمكن أن يصوتوا للبرلمان في الاردن. لو كنت رئيس الولايات المتحدة لتبنيت هذا الحل. من دمر العراق والقى بالرئيس مبارك الى سلة المهملات، أفلا يمكنه أن يقرر خطوطا لدولة فلسطينية في الاردن؟".

وماذا اذا اقام نتنياهو دولة فلسطينية؟
"هذا لن يحصل. آمل الا يسقطوه حتى لو ارتكب اخطاء. ففي داخله نتنياهو نظيف. وهو لا يتسخ الا من الخارج".

No comments:

Post a Comment