Friday, May 27, 2011

رسالة متفجرة لـ«اليونيفيل» في «اليوم العالمي لحفظ السلام»:
جرح 6 إيطاليين ومدنيين لبنانيين في انفجار الأولي الثاني
عنصر من الجيش قرب السيارة المتفجرة (محمد صالح)
محمد صالح
بعد ساعات على إحياء «اليونيفيل» لـ«اليوم العالمي لحفظ السلام» في صور صباح أمس، وحديث قائدها العام بالإنابة سانتي بونفانتي، عن خسارة تلك القوات لـ 292
من جنودها، بينهم 24 عنصراً قضوا بعد «حرب تموز» 2006. وفي توقيت مشبوه أمنياً، وفي ظل فراغ حكومي، هزّ انفجار كبير عصر أمس، المدخل الشمالي لمدينة صيدا قبيل
جسر نهر الأولي، مستهدفاً دورية لـ«اليونيفيل» كانت تتجه جنوباً، أدى إلى سقوط ستة جرحى إيطاليين بالإضافة إلى مدنيين لبنانيين، علما أن مكان انفجار أمس، لا
يبعد سوى أمتار قليلة عن الانفجار الذي استهدف «اليونيفيل»، في كانون الثاني من العام 2008، وأدى حينذاك إلى سقوط ثلاثة جرحى ايرلنديين.
وفي التفاصيل، أن انفجار عبوة ناسفة، زرعت على الجانب الأيسر لمسرب أوتوسـتراد بيروت ـ صيدا، المتجه نحو مدخل صيدا الشمالي، استهدف قافلة سيارات للكتيبة الإيطالية
في «اليونيفيل»، كانت تقوم بمهمة روتينية في بيروت، أدى إلى تهشيم آخر آلية في القافلة، وتحمل الرقم «UNIFEL – 8377»، وهي عربة بيضاء كبيرة رباعية الدفع. وتبين
أن بقية مركبات القافلة الإيطالية قد توقفت على بعد أكثر من مئتي متر من مكان الانفجار.
وأدت العبوة، التي فجرت عن بعد لاسلكياً، إلى جرح ستة عناصر ايطاليين، إصابة اثنين منهم بليغة، وحالة أحدهما حرجة، بالإضافة إلى المدنيين اللبنانيين طنوس طانيوس
وأمين داود، اللذين صادف وجودهما في منازل مطلة على مكان الانفجار.
وقد نقل الجرحى إلى «مستشفى حمود» في مدينة صيدا للمعالجة، وهم داران زيزو، غافينيو، ترافواينو، أنطوني سوغينيبي، مايلو، فرانشيسكو موزوتا، فيما غادر طانيوس
وداود المستشفى بعد العلاج.
وأحدث الانفجار الذي سمع دويه في صيدا ومجدليون، حفرة في إسفلت الطريق، وفجوة في جدارها الاسمنتي الفاصل بعرض نحو متر. بالإضافة إلى تفسخات في الإسفلت على الجانب
الآخر منها. كما تطايرت شظايا الحاجز الإسمنتي الفاصل للطريق، وشوهدت سحابة من الدخان الأسود من مسافات بعيدة.
ولفتت مصادر أمنية الانتباه إلى أن «الانفجار قوي جدا لدرجة تدميره مقدمة المركبة العسكرية تدميرا كاملا، وإحداثه فجوة في الفاصل الإسمنتي وحفرة عميقة فوق أرض
صخرية»، مرجحة «أن تكون زنة العبوة أكثر من 10 كيلوغرامات من مادة ت. أن. ت. الشديدة الانفجار».
وفرضت القوى الأمنية، من جيش، وقوى أمن داخلي، والأدلة الجنائية، طوقاً أمنياً مشدداً حول مكان وقوع الانفجار، وعملت على تطويق المكان بالأشرطة الصفراء، مانعة
وصول المواطنين والإعلاميين إلى الآلية التابعة للقوة الإيطالية، والتي لحقت بها أضرار كبيرة، وفيها وحولها بقع من الدم. كما حضر إلى المكان فريق مختص بالتحقيقات،
يرتدي عناصره لباساً أسود اللون، عليه علم إيطالي، بالإضافة إلى فريق تحقيق من القوات الدولية.
وتفقد مكان الانفجار قائد قطاع جنوب الليطاني في الجيش اللبناني العميد الركن صادق طليس، مدير فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور، قائد منطقة الجنوب
في قوى الأمن الداخلي العميد الركن منذر الأيوبي، خبراء من «اليونيفيل» والجيش اللبناني أجروا كشفاً ميدانياً على المكان وباشروا التحقيقات.
وقامت الأدلة الجنائية وفرقة مشتركة من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» بعملية مسح شاملة لبقعة الانفجار، إضافة إلى تمشيط البساتين المجاورة للمكان، بحثاً عن الأجهزة
المستخدمة في التفجير. وترددت أخبار عن توقيف بعض الأشخاص الذين صودف وجودهم قرب موقع الانفجار، ومن ثم تم الإفراج عن معظمهم.
وتوقفت المصادر الأمنية في الجنوب أمام دلالات الانفجار، وقالت إن «توقيت الانفجار يحمل أكثر من رسالة أمنية، نظرا لأن المفارقة الأمنية في الانفجار، استهدافه
القوات الدولية في نفس المكان الذي استهدفت فيه دورية للقوات الدولية قبل ثلاث سنوات ونصف السنة، أي في الرميلة وفي طريق العودة إلى الجنوب، وفي نفس التوقيت
أي عصرا». ولم تستبعد المصادر أن تكون «الجهة التي نفذت التفجير الأول هي نفسها التي نفذت الثاني».
وأعلن مدير الشؤون السياسية والمدنية في «اليونيفيل» ميلوش شتروغر أن «الحادثة تستهدف السلام في لبنان والقرار 1701 لا الكتيبة الإيطالية فقط». كما أعلن الناطق
الرسمي باسم «اليونيفيل» نيراج سينغ أن «فرق التحقيق التابعة لليونيفيل باشرت تحقيقاتها». وقال سينغ: «إن الانفجار الذي وقع مرفوض. نحن نتعاون وننسق مع الجيش
والسلطات اللبنانية من أجل فتح تحقيق بما جرى لاتخاذ الإجراءات اللازمة»، معتبراً أن «قوات اليونيفيل لن تكترث لهذا الاعتداء، وستبقي على عملها من أجل الاستقرار
والسلام، وستستمر في التعاون والتنسيق مع الجيش والسلطات اللبنانية».

No comments:

Post a Comment