Thursday, June 23, 2011

أنقرة تميل إلى انتظار أفق الإصلاحات السورية حتى ت1 البنتاغون: الأزمة على الحدود التركية تعني حلف «الناتو»
جو معكرون
واشنطن :
الحرص الاميركي على دور تركيا يزداد اهمية في هذه المرحلة، باعتبار أنقرة مفتاح التعامل مع تطورات الداخل السوري مع تأكيد البنتاغون ان ما يحصل على الحدود التركية
السورية مسألة تعني الحلف الاطلسي (الناتو)، لكن الموقف التركي لا يزال متريثا، او ربما حائرا.
وخلال مؤتمر حول تركيا في معهد الشرق الاوسط في واشنطن، اشاد مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون الامن الدولي الكسندر فيرشباو في كلمته بدور تركيا القيادي في
الشرق الأوسط وأفغانستان والحلف الاطلسي، متحدثا عن تطابق بين البلدين في النظرة الى العالم. وأعرب عن قلقه من حال العلاقات التركية ـ الاسرائيلية مشجعا الطرفين
على التحاور ثنائيا لمعالجة المشاكل بينهما. ورأى ان الازمة في سوريا هي «أزمة على حدود عضو في الحلف الاطلسي» وتابع قائلا «علينا ان نأخذ بالحسبان احتياجات
تركيا»، مشيرا الى ان واشنطن وتركيا متفقتان ان على النظام السوري إنهاء العنف وبدء الاصلاح.
كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ابراهيم كالين قال في كلمته انه بعد «الربيع العربي» لا يمكن لأي حكومة عربية ان تتبع سياسة خارجية لا ترتكز
على «مشروعية شعبية»، بما في ذلك عملية السلام في الشرق الاوسط، مشيرا الى ان هذا الربيع قد يؤدي الى نتائج «غير متوقعة وغير مثمرة» في حال عدم معالجة القضية
الفلسطينية. وأكد أن مصالح تركيا «ستتعزز ولن تضعف في ظل عالم عربي ديموقراطي ومزدهر»، مشيرا الى ان بناء تركيا لعلاقات في السنوات الاخيرة مع مجموعات مثل «حزب
الله» و«حماس» سيجعلها تستفيد من هذه المرحلة لان هؤلاء يلعبون «دورا هاما في الجوار». واعتبر ان هناك تحولا اميركيا في النظرة الى تركيا من «حليف عسكري الى
شريك استراتيجي».
من جهته اعتبر السفير التركي لدى واشنطن ناميك تان في كلمته ان الشراكة التركية ـ الاميركية «اساسية ليتمتع الشعب العربي بفوائد الديموقراطية»، لكنه رأى في
المقابل انه «من المهم عدم فعل اي أمر يؤثر على الملكية المحلية لهذا التغيير». وقال ان الرسالة التركية الى النظام السوري هي ان «تجاهل مطالب الناس يؤدي الى
طريق مسدود»، مشيرا الى ان اردوغان «لم يتردد بإيصال رسائل صريحة ومريرة الى القيادة السورية». وأنقرة لا تريد رؤية «تدهور في العلاقة» مع دمشق لكن «لا يمكنها
رؤية إراقة الدماء في جوارها». وأكد ان الحكومة التركية ستستمر بمطالبة النظام السوري بالاصلاح وستواصل استقبال اللاجئين السوريين على حدودها. وتحدث عن «نصيحة
قاسية لكن ضرورية» من تركيا الى «جيراننا العرب لأننا اعضاء في العائلة» وختم قائلا «تركيا لن تسمح ابدا للطغيان بالانتصار على الحرية».
الأجواء الرسمية التركية انه لا يمكن للنظام السوري الحديث عن اصلاحات في ظل استمرار العمليات العسكرية على الارض، وأن الرئيس بشار الاسد يفهم التحديات التي
يواجهها لكنه غير قادر على المضي قدما والنظام السوري لديه حاليا غريزة البقاء. والمزاج التركي يميل الى الانتظار حتى شهر تشرين الاول المقبل لمتابعة أفق الاصلاحات
التي اعلنها النظام، وفي حال نجاحها ستعيد أنقرة تقييم سياستها حيال دمشق مع تساؤل تركي عما اذا كانت المعارضة السورية مستعدة ومنظمة لانتخابات تشريعية في شهر
آب المقبل. وفي دائرة صنع قرار السياسة الخارجية في تركيا هناك اتجاه متزايد نحو انه قد يصبح قريبا من الصعب انقاذ القيادة السورية من هذه الازمة، لكن أنقرة
لا تزال تريد رؤية مسار ينقل سوريا الى نظام متعدد الاحزاب وهي مستعدة للتوسط بين النظام والمعارضة في حال طلب منها.
وتحاول تركيا كالعادة التوازن بين القيم والمصالح في سوريا وهي تؤكد للاميركيين والاوروبيين انه ليس هناك عصا سحرية في التعامل مع هذا الوضع، رغم خيبة أمل أنقرة
من تردد وبطء القيادة السورية في القيام بالاصلاح بعد اتصال اردوغان اربع مرات بالاسد وحثه منذ كانون الثاني الماضي على قيادة الاصلاح بدل التجاوب معه.
وتؤكد مصادر في الكونغرس لـ«السفير» اجراء مباحثات اميركية وأوروبية مع أنقرة قبل اسابيع لاستكشاف فكرة اقامة منطقة عازلة محدودة داخل العمق السوري على الحدود
لحماية اللاجئين، لكن الطرف التركي يرفض الدخول في حديث عن اي تدخل عسكري، وأنه في حال وصول عدد اللاجئين على الحدود الى اكثر من 100 ألف قد تكتفي تركيا بطلب
مساعدات انسانية من الحلف الاطلسي.

No comments:

Post a Comment