Thursday, June 23, 2011

دخلت خربة الجوز لإعادة رفع العلم السوري وواشنطن تتحدث عن تصعيد القوات السورية قرب الحدود التركية كلينتـون تنـتـقـد «الاسـتفـزاز» وتحـذر مـن اشـتباكات
جنود سوريون في موقع سوري، أنزلوا عنه العلم التركي ورفعوا عليه علم بلادهم، على بعد ثلاثة كيلومترات من حدود تركيا أمس (أ ب)
دخلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون على خط العلاقة المشدودة بين انقرة ودمشق وحذرت من تصعيد عسكري في المنطقة بسبب ما وصفته بـ«الهجمات الاستفزازية»
للقوات السورية على الحدود، وذلك فيما كان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، يجري اتصالا بنظيره السوري وليد المعلم لبحث ما يحصل في المنطقة. وبينما كانت
الوزيرة الاميركية تحذر من وقوع اشتباكات حدودية بين الطرفين، فإنه من المقرر ان تدخل العقوبات الأوروبية الجديدة على سوريا حيز التنفيذ اليوم، في حين دعا معارضون
سوريون إلى تظاهرات جديدة ضد النظام اليوم.
وقالت كلينتون إن واشنطن تشعر بالقلق بخصوص إمكان ان يسفر قيام سوريا بحشد قواتها قرب الحدود مع تركيا عن تصعيد الأزمة في المنطقة، موضحة انها تناقش الموضوع
مع المسؤولين الاتراك. وأوضحت الوزيرة الأميركية انه «ما لم تضع القوات السورية على الفور نهاية لهجماتها واستفزازاتها التي لم تعد الآن تؤثر على مواطنيها وحدهم
بل تهدد باحتمال وقوع اشتباكات حدودية، فسنشهد تصعيدا للصراع في المنطقة».
ونقلت وكالة «الأناضول» عن مصادر دبلوماسية تركية قولها إن داود أوغلو تبادل في اتصال هاتفي أجراه مع المعلم «وجهات النظر عن الوضع على الحدود التركية السورية،
والتطورات الأخيرة في سوريا وعبور السوريين إلى الجانب التركي من الحدود». وذكرت أن داود أوغلو اتصل هاتفيا أيضا بوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون،
وتبادل معها وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية، إضافة إلى مساعدة السوريين النازحين إلى تركيا.
وأوضحت الوكالة انه تم استدعاء السفير السوري في أنقرة نضال قبلان إلى وزارة الخارجية التركية. وقالت مصادر الخارجية إن «قبلان قدم خلال لقائه مع المسؤولين
الأتراك شرحا للتطورات في سوريا».
وكان المعلم وجه، خلال مؤتمر صحافي في دمشق أول من أمس، أكثر من ملاحظة باتجاه أنقرة التي قال إن دمشق تبادلها حبا من طرف واحد، داعيا إياها إلى مراجعة مواقفها
من الأحداث في سوريا، وملمحا بوضوح إلى تورط تركي ما في الاضطرابات، متسائلا عن سبب إقامة مخيمات للنازحين المحتملين حتى قبل بدء الهجوم العسكري على جسر الشغور.

وفي بروكسل، أقر الاتحاد الأوروبي رسميا عقوبات جديدة ضد سوريا ستطبق ايضا على ثلاثة إيرانيين، بسبب استمرار قمع التظاهرات.
وقال الاتحاد الأوروبي، في بيان، إن هذا القرار قد اتخذ «بسبب خطورة
الوضع في البلاد». وقال دبلوماسيون ان «العقوبات تشمل تجميد أرصدة في أوروبا وحظر سفر سبعة أشخاص داخل الاتحاد، بينهم ثلاثة ايرانيين اتهموا بتقديم تجهيزات
عسكرية لمساعدة النظام السوري على قمع المتظاهرين. والأربعة الآخرون هم مسؤولون سوريون». وتشمل العقوبات الموسعة ايضا اربع شركات سورية.
وذكر التلفزيون السوري أن «الأجهزة الأمنية في محافظة اللاذقية ضبطت شحنة كبيرة من الأسلحة المهربة، التي حاولت تنظيمات إرهابية نقلها من قرية خربة الجوز التابعة
لمنطقة جسر الشغور إلى محافظة اللاذقية لدعم بعض العناصر المسلحة الموجودة هناك».
وأضاف أن «الأجهزة الأمنية في المحافظة قامت بإلقاء القبض على المهربين والشحنة قبل وصولها للعصابات المسلحة التي كانت ستقوم بقتل وترويع المواطنين فيها، حيث
تقوم قوى الأمن في المحافظة بملاحقة من تبقى من فلول هذه العناصر لتقديمهم للعدالة وإنزال العقاب العادل بهم». وعرض التلفزيون «صورا للأسلحة والذخائر المضبوطة
والتي تضم أنواعا مختلفة من القناصات والبنادق المتطورة».
وقال ناشطون وشهود عيان ان الدبابات والقوات السورية وصلت إلى مشارف الحدود التركية. وقال ناشط حقوقي إن الجيش السوري تدعمه دبابات، دخل قرية خربة الجوز الواقعة
قرب الحدود السورية التركية.
وقال صحافي من «فرانس برس» ان علما تركيا كان وضعه اللاجئون السوريون قبل ايام على مبنى عند هذه الهضبة عربون امتنان لتركيا التي استقبلت الآلاف منهم، تم استبداله
بعلم سوري، مشيرا الى ان «تقدم الجيش، الذي بات على بعد مئات الامتار فقط من مخيمات النازحين السوريين على الحدود، أدى الى فرار المئات الذين نزحوا منذ ايام
ودخلوا الى تركيا».
وعلى اطراف غوفتشي، وضعت القوات التركية اكياسا من الرمل وثبتت مناظير عالية الدقة على منصات كما لاحظ مراسل «فرانس برس». وعمدت القوات التركية، التي تراجعت
عشرات الامتار عن الحدود، الى نصب علم تركي عملاق على رأس التلة المشرفة على القرية.
من جهته، أشار رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي تيكين كوجوكالي الذي وصل الى غوفتشي الى دخول اكثر من 600 سوري الى تركيا. وقال ان «عدد السوريين يبلغ 11 الف
لاجئ حاليا في تركيا».
وأشارت وكالة الإنباء السورية (سانا) الى ان العائلات المهجرة من مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب واصلت العودة إلى منازلها «التي أجبرتهم التنظيمات الإرهابية
المسلحة على مغادرتها، وعاد أمس (أول من أمس) أكثر من 500 شخص إلى المدينة من المخيمات التركية».
وشيعت من المستشفى العسكري في حمص «جثامين 26 شهيداً من قوى الأمن، قضوا في مجازر جسر الشغور التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية المسلحة، إلى مثواهم الأخير
في مقبرة الشهداء بمحافظة اللاذقية».
وأعرب «ناشطون سياسيون سوريون» عن تصميمهم على متابعة «ثورتهم ضد النظام السوري حتى إسقاطه» وذلك لمناسبة مرور مئة يوم على اندلاع الاحتجاجات. وقالت «لجان التنسيق
المحلية»، في بيان، «ان ثورتنا السلمية مستمرة حتى اسقاط النظام وبناء سوريا جديدة وحرة وديموقراطية». ودعا الناشطون الى التظاهر مجددا اليوم تحت عنوان يوم
«سقوط الشرعية» عن الرئيس السوري، مشيرين الى ان «بشار لم يعد رئيسا ومكوناته لا تمثلني».
وفي دمشق، شدد رئيس الحكومة عادل سفر، خلال لقائه رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سوريا، على «دور الشباب والاتحاد في نشر الوعي وترسيخ الانتماء
الوطني والوحدة الوطنية، وتعزيز صمود سوريا في مواجهة التحديات ودعم مسيرة الإصلاح وعملية البناء والتنمية الشاملة التي تشهدها بقيادة الرئيس بشار الأسد في
المجالات المختلفة».
وأعلن وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد، خلال لقائه العلماء وأئمة وخطباء المساجد في دمشق، عن «إطلاق قناة فضائية باسم «نور الشام» خلال الفترة القريبة
المقبلة، تبث خطب الجمعة والبرامج الدينية المتنوعة، بما يحقق فهماً صحيحاً للإسلام والقواعد الشرعية»، مؤكداً أن «من أولويات عمل الأئمة والخطباء الرد على
الفتاوى الخبيثة المريضة التي لا تمت للإسلام بصلة والدعوة الى تحكيم العقل والدين والتزام القواعد الشرعية».
وذكرت «سانا» ان «عشرات الآلاف من أبناء منطقة مصياف في محافظة حماه شاركوا في رفع ثاني أكبر علم في سوريا، بطول الف متر وعرض 5 أمتار، استجابة لنداء الفعاليات
الشعبية والشبابية والأهلية دعماً لبرنامج الإصلاح الذي يقوده الأسد».
ونقلت «سانا» عن شيوخ ووجهاء العشائر السورية وممثلين عن فعاليات اجتماعية ودينية في محافظة حلب تأكيدهم، خلال اجتماع في «خيمة الوطن» في بلدة تل الضمان في
ريف حلب، أن «الولاء والانتماء للوطن يتقدم على جميع الانتماءات الأخرى»، داعين إلى «الحرص على اللحمة الوطنية وحماية النسيج السوري الواحد الذي يشكل لوحة فريدة
نادرة تحتاج لسواعد جميع أبناء الوطن لحمايتها».
وعبر المشاركون، في بيان، عن «دعمهم لبرنامج الإصلاح والتطوير في سوريا بقيادة الأسد، واستنكارهم للفتن والمؤامرات التي تستهدف لحمتها الوطنية وأمنها»، مؤكدين
أن «اجتماعهم جاء للتعبير عن وقوفهم صفا واحدا بوجه من يتآمر على سوريا وأرضها وشعبها». وأبدوا «ثقتهم بأن سوريا ستتجاوز هذه المرحلة وهي أكثر قوة، وأن أبناء
العشائر مستعدون للتصدي للفتنة وبذل الأرواح والدماء للحفاظ على تراب الوطن والوحدة الوطنية والوقوف ضد التخريب والقتل والإجرام».
الى ذلك، أقيم مهرجان تضامني حاشد مع سوريا في مدينة ديربورن الأميركية. وقال السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى، لمئات الأشخاص الذين احتشدوا في قاعة «النادي
اللبناني الأميركي» في المدينة إن «سوريا تشهد أياما عصيبة ومفصلية ولا أعتقد أنها مرت بمثل هذا التحدي منذ نيل استقلالها».
وأشار مصطفى إلى أن مسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية دعاه وطلب منه إيصال رسالة الى الأسد يطلب فيها تنفيذ بعض المطالب مقابل تغيير الموقف الأميركي من النظام.
وقال ان «مركزي ومنصبي السياسي لا يسمح لي بالكشف عن هوية المسؤول ولا عن تلك المطالب التي تعرفونها بطبيعة الحال».
(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب ا)

No comments:

Post a Comment