Thursday, June 23, 2011

فكرة إنشاء مجلس قيادة للمدينة ترخي بثقلها على النقاشاتشائعات طرابلس تبث الخوف... وتأجيل لقاء دار الفتوى
أنصار المصري يصلون امام المستشفى الاسلامي (عمر ابراهيم)
غسان ريفي
تداخل العامل السياسي بالعامل الأمني في طرابلس أمس، فاستمرت تداعيات فكرة إنشاء مجلس قيادة للمدينة ترخي بثقلها على كل النقاشات الدائرة بين المتابعين بالرغم
من تأجيل اللقاء اليوم في دار الفتوى لاستكمال الاتصالات التي يجريها المفتي مالك الشعار. وترافق ذلك مع سلسلة مواقف تصعيدية من قبل أركان المعارضة الجديدة
في طرابلس ضد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، والتشديد على خطة نزع السلاح الذي كاد يخرج الى العلن ظهر أمس بعد سلسة من الشائعات التي أدت الى توتير الأجواء في التبانة
وجبل محسن، لا سيما بعد ورود أنباء عن وفاة القيادي في التبانة خضر المصري الذي ما زال يصارع الموت في العناية المركزة في المستشفى الاسلامي.
فقد عاشت طرابلس أمس يوما من التوتر الشديد عطل جزءا كبيرا من الحركة التجارية في أسواقها، وأدى الى شلل تام في المناطق الساخنة، وذلك بفعل سلسلة من الشائعات
عن تحضيرات تجري هنا وهناك لاعادة تفجير الوضع، وعن تظاهرات ستشهدها المدينة اليوم الجمعة عقب صلاة الظهر، تضامنا مع «ثورة الشعب السوري»، إضافة الى تظاهرات
احتجاجية على مواقف النائب العماد ميشال عون، وضد الحكومة الجديدة، وضد الجيش اللبناني وغيرها من الشائعات.
وعلمت «السفير» بأن اتصالات جرت وشملت عددا كبيرا من أئمة المشايخ والكوادر في مختلف المناطق الذين أكدوا أنه لن تخرج تظاهرات اليوم الجمعة، لكن هناك صلاة الغائب
عن ارواح شهداء الثورة السورية ستقام في ساحة ابن سينا في القبة بعد خروج المصلين من مسجد حمزة، وقد ينضم إليهم عدد من المصلين من المساجد الأخرى على أن يؤم
الصلاة الشيخ زكريا المصري.
كما أكد عدد من كوادر التبانة لـ»السفير» أن قرارا قد اتخذ من كل الأطراف في المنطقة بعدم التظاهر، وهناك التزام كلي بهذا القرار.
في غضون ذلك، بدأت الهيئة العليا للاغاثة استعداداتها لمسح الأضرار حيث زار أمينها العام اللواء يحيى رعد بلدية طرابلس، واجتمع الى رئيسها نادر غزال بحضور رؤساء
اللجان المولجة بالكشف على الأضرار.
الى ذلك، استمرت ردود الفعل حول فكرة إنشاء مجلس قيادة لطرابلس، في وقت تم فيه تأجيل الاجتماع الذي كان من المفترض أن يعقد اليوم الجمعة في دار الفتوى بطلب
من المفتي الشعار لحين استكمال كل اتصالاته ليشمل اللقاء كل الأطراف.
وكان الشعار استقبل وفدا يمثل ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان، مؤلفا من المستشار السياسي ايمانويل بارك ورئيس الوحدة السياسية دييغو زوميلا .
وأشار الشعار في دردشة مع الاعلاميين الى أنه لا يزال يستكمل اتصالاته مع القيادات والفاعليات، على أن يحدد موعدا لاحقا للاجتماع الذي سيعقد برعاية الرئيس نجيب
ميقاتي.
واعلن أنه أجرى سلسلة اتصالات مع المعنيين في مختلف مناطق طرابلس لعدم خروج أي مسيرات أو تظاهرات عقب صلاة ظهر الجمعة.
الى ذلك، أدى عدد كبير من أبناء التبانة صلاة المغرب أمام المستشفى الاسلامي وتضرعوا الى الله بالدعاء كي يشفي المصري.
بعد الصلاة تحدث الشيخ مازن المحمد فحذر من المندسين في باب التبانة الذين يحاولون أن يثيروا الفتنة بين شباب المنطقة والمؤسسة العسكرية، مؤكدا أن التبانة تحتضن
الجيش وترفض أي مواجهة معه.
ثم تحدث سعد المصري (شقيق خضر) فأشار الى أن «التحقيقات تجري ضمن المؤسسة، ونحن نسلمها للرئيس نجيب ميقاتي وهو يتابعها». مؤكدا أن «المندسين يروجون وفاة خضر
وينتظرون رد فعلنا تجاه الجيش ونحن نؤكد أننا نسامح، ونضع خضر بين يدي رب العالمين».
من جهته، اكد النائب سمير الجسر، جدية «مسألة نزع السلاح». وقال: السيد رفعت عيد كان قد أعلن عبر الإعلام أنهم غير مستعدين لتسليم السلاح، واقصى ما يمكن فعله
هو جمعه في مستودعاتهم. هذه وجهة نظر، لن نستبق الأمور، وربما في الاجتماعات المقبلة قد نتوصل الى حل. هذه المسألة تحتاج الى قرار سياسي، ورعاية حكومية.
وقد دفع الواقع الطرابلسي المســـتجد الى تحرك من قبل هيئات المجتمع المـــدني التي دعت الى لقاء موسع وجامع يعــقد عنــد السادسة مســاء غد في الرابـــطة الثقافية
للتأكيد على الانماء والعيــش الواحد ورفـــض الاقتتال وعلى الا تكـــون طرابلس بعد اليـــوم مدينة الفقر والبؤس والتســعير الطائفي، او الخاصرة اللبنانية الرخوة.

من جهتها، انتقدت «جبهة العمل الاسلامي» واللجان الأهلية الدعوة لمجلس قيادي، وادانت «حركة التوحيد الاسلامي» من يحرض على المسيرات بهدف النيل من الحكومة وتفجير
الوضع.
ورأى رئيس جمـعية الأخوة الاسلامية الشيخ صفوان الزعبي أن طرابلس تحتاج لأن تكون منزوعة الفكر السياسي والديني المتطرف.

No comments:

Post a Comment