Wednesday, June 22, 2011

هجمات على الجبهة الشمالية... وتفعيل للملجأ النووي إسرائيل و«نقطة تحوّل ـ 5»: دوّت الصافرات... لكن قلّة تفاعلت
جنود إسرائيليون يحتمون من الصواريخ الافتراضية خلال المناورة في «كريات ملاخي» في جنوب فلسطين المحتلة أمس
أنهت إسرائيل أمس اليوم الرابع والأهم في مناورة حماية الجبهة الداخلية الأكبر في تاريخها والمسماة «نقطة تحول ـ 5» بمواجهة ما لا يقل عن ستة آلاف صاروخ سقطت
في ذروة حرب شاملة.
وقد أطلقت صافرات الإنذار مرتين صباحاً ومساءً على أمل إدخال حوالى نصف الإسرائيليين إلى الملاجئ، لكن التفاعل وفق استطلاع نشر لم يزد عن 15 في المئة. وأصابت
هذه النتائج القائمين على المناورة، بالخيبة خاصة بعدما حشر المجلس الوزاري المصغر في الملجأ النووي، وبعدما تم تفعيل مراكز القيادة المدنية والعسكرية الطارئة.

وفي نطاق المناورة اجتمع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية للمرة الأولى يوم أمس في الملجأ النووي برئاسة حماية الجبهة الداخلية متان فلنائي، وبحضور رئيس
الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الأركان وقائد الجبهة الداخلية. ويقع الملجأ النووي الذي أجريت فيه المداولات هذه في جبال القدس في المنطقة التي يقال إن فيها منشآت
الصواريخ النووية الاستراتيجية. وتحظر الرقابة الإسرائيلية نشر أية معلومات عن الملجأ السري ومكانه وطرق الوصول إليه. وقد تلقى الوزراء مذكرة تعليمات تحت عنوان
«سري جدا»، وطلب منهم عدم مرافقة مساعديهم
لجلسة المجلس المصغر. وقد بحث المجلس سيناريوهات الرد على سقوط صواريخ على كل من الكنيست ومقر رئاسة الحكومة في القدس.
واستهدفت صافرات الإنذار الصباحية المؤسسات التعليمية والبلدية لتدريب التلاميذ على الدخول السريع للملاجئ والمناطق الآمنة. أما صافرات الإنذار المسائية فهدفت
إلى تدريب الأهالي والعائلات على جمع أبنائهم وتوجيههم إلى الملاجئ والغرف الآمنة.
وقال فلنائي، الذي يشرف للمرة الرابعة على مناورة «نقطة تحول»: «سقط علينا حتى الآن 6700 صاروخ. وهذا ليس رقما متخيلا وقد أوقع بنا مئات القتلى وآلاف الجرحى».
وشارك فلنائي نفسه في تمثيل سقوط صاروخ غير تقليدي على كريات موتسكين وقت الظهيرة. ويوم أمس شهدت مناطق عدة تدريبات للدفاع المدني وتدريبات عسكرية خصوصاً لمنظومات
الدفاع الجوي حيث تم تفعيل منظومتي حيتس والقبة الحديدية في عدة مواضع.
وتركز الجهد يوم أمس على إخلاء سكان ومصابين وجثث في مناطق واسعة جراء تساقط صواريخ غير تقليدية. وخلافاً لما تم في حرب العراق الأولى حين تساقطت الصواريخ وفر
السكان نحو الجنوب خلافاً للتعليمات تقوم السيناريوهات الحالية على إخلاء السكان بشكل منظم. ويوم أمس كان مقرراً التدرب على إخلاء حوالى 350 ألفاً وخصوصاً من
الشمال. ولكن كما اتضح من النتائج النهائية لم يكن التجاوب من جانب السكان بالنسبة المطلوبة.
ويمكن القول إن العديد من السيناريوهات التي تم التعامل معها تشكل نقاط ذروة عامة وموضعية. فقد تم التدرب على سقوط صواريخ غير تقليدية على مقر الكنيست في القدس،
بما في ذلك إخلاء أعضاء الكنيست. وتم التدرب في وادي عارة على مواجهة انتفاضة شعبية فلسطينية في أراضي عام 1948، تقطع التواصل بين شمال وجنوب إسرائيل، وتحول
دون وصول القوات الإسرائيلية إلى الجبهة الشمالية لصد هجوم سوري أو من قبل «حزب الله». كما تم التدرب في كرمئيل على التعامل مع سقوط طائرة مدنية في حي سكني
ما أوقع إصابات كبيرة استدعت إخلاءات إلى مستشفيات بأسرع وقت.
وبالتوازي مع فعاليات الجبهة الداخلية جرى التعامل أركانياً مع مواجهات حربية خصوصا على الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان. وقال فلنائي إن «الجيش حالياً يحارب
في سوريا وجنوب لبنان وهو لم يحل بعد مشكلة تساقط الصواريخ على تل أبيب».
ولاحظ قادة ميدانيون في الجبهة الداخلية أن المناورة أشارت إلى مواضع خلل واضحة. ففي العديد من المناطق تعامل الجمهور مع صافرات الإنذار وأوامر قيادة الجبهة
الداخلية بكثير من اللامبالاة.
وقال أحد الضباط إن هناك من فضل البقاء في غرف مكيفة على الركض باتجاه ملجأ هرباً من صاروخ لم يطلق. وأشار قائد وحدة السكان في الجبهة الداخلية إلى أن نسبة
المشاركة في العام الفائت بلغت حوالى 50 في المئة متوقعاً أن تزداد النسبة هذا العام. غير أن الاستطلاعات التي نشرتها الصحف أشارت فقط إلى مشاركة حوالى 15 في
المئة فقط مما أصاب القائمين على المناورة الأكبر في تاريخ إسرائيل بالخيبة.
وشهدت المناورة أيضاً أخطاء من قبيل إطلاق صافرات إنذار متكررة ما أثار الذعر في صفوف سكان المناطق الجنوبية، وفي بعض المدن مثل بئر السبع وعسقلان. ويمكن فهم
الذعر بأن تعليمات قيادة الجبهة الداخلية تحذر من أنه في حال تساقط صواريخ حقيقية فسوف تطلق صافرات إنذار مرة أخرى. وهكذا اندفع سكان مدن وبلدات جنوبية إلى
الملاجئ مرة أخرى. («السفير»)

No comments:

Post a Comment