Sunday, July 31, 2011

إشارات الحرب تزداد مع «اكتشاف الغاز» و«الثورة السورية»الأحمـر علـى طـول الخـط الأزرق
جنان جمعاوي
في تقرير مأخوذ عن دراسة أشمل بعنوان «الحرب المقبلة: كيف سيكون شكل النزاع الجديد بين «حزب الله» وإسرائيل وكيف يستعد لها كلا الطرفين»، نشرته مجلة «فورين
بوليسي» الأميركية، قال الكاتبان بلال صعب، وهو معيد في جامعة ماريلاند، ونيكولاس بلانفورد وهو مراسل صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» و«التايمز»، إنه بعد مرور
خمس سنوات على انتهاء حرب تموز 2006، يبدو الجانبان وكأنهما يستعدان على نحو «محتدم» لجولة ثانية من النزاع، فيعمدان إلى تطوير أسلحتهما وتكتيكاتهما. وفي حال
وقوع مثل هذه الحرب، فإنها ستكون «أوسع مدى وأكثر دموية» من عدوان 2006، كما يرجحان.
وقال صعب وبلانفورد إنهما استندا في «ترجيحهما هذا إلى أبحاث ميدانية مكثفة في لبنان تغطي الاستعدادات العسكرية لدى كلا الجانبين، ثم تحليل تقديراتهما حول احتمال
وقوع الحرب المستقبلية وطبيعتها». كما أنهما «قابلا وحاورا وتحدثا الى العشرات من أعضاء «حزب الله»، بمن في ذلك القادة السياسيون والمستشارون والقادة العسكريون
واختصاصيو التكنولوجيا والجنود».
ورغم انتهاء حرب 2006 «بنصر إلهي» بحسب تعبير الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، فإن «حزب الله» «رد، خلال السنوات الخمس الماضية، بتوسيع قاعدة صفوفه لتشمل
كوادر متفانين، معيداً إحياء وحداته الاحتياطية متعددة المذاهب. كما حصل على صواريخ بعيدة المدى مزودة بأنظمة توجيه تمكن الحزب من وضع قائمة أهداف من مواقع
عسكرية أو بنى تحتية في إسرائيل. ويعتقد أيضاً أن الحزب تلقى تدريبات على أكثر من منظومة دفاع جوي متطورة قد تشكل تهديداً للأصول الاسرائيلية الجوية التي تطير
على علو منخفض مثل المروحيات والطائرات بلا طيار.
وأضاف الكاتبان في «فورين بوليسي» أنه «بمساعدة إيران، طوّر الحزب من قدراته في مجال الإشارات الاستخباراتية والاتصالات، التي تلعب دوراً حيوياً في قدرة الحزب
على شن حرب ضد إسرائيل. ويتوقع ان يستخدم «حزب الله» هذه القدرات المطوّرة في محاولة المبادرة إلى شن الهجوم في أي نزاع مستقبلي محتمل، مع توسيع مدى القتال
داخل إسرائيل عبر غارات تقوم بها فرق الكوماندوس البرية والبحرية. وعليه، فإن ميدان الحرب المقبلة قد يكون أوسع من المسرح التقليدي في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.

على المقلب الآخر، وفي مسعى للرد على «إخفاقاته» خلال حرب تموز 2006، أنشأ الجيش الإسرائيلي استقلالية لوجيستية أوسع في الوحدات القتالية وعزز قدرات قواته البرية،
والبحرية والجوية، لكي تقوم بعمليات عسكرية مشتركة. كما أخضع قواته لدورات تدريبية مكثفة على عمليات برية واسعة المدى، تشدد على تقنيات المناورة السريعة. وبعد
حرب تموز 2006 بفترة وجيزة، أنشأ الجيش العديد من المراكز المدنية القتالية، أكبرها كان «مركز التدريب المدني القتالي»، الذي يحاكي مجموعة من القرى والبلدات
اللبنانية ومعسكرات اللاجئين.
كما أدخل الجيش الإسرائيلي عددا من التقنيات الجديدة التي من المتوقع أن يستخدمها في أي نزاع جديد مع «حزب الله». وتتضمن هذه التقنيات درعاً دفاعية متعددة الصواريخ،
لاعتراض صواريخ الحزب قصيرة المدى وصواريخ إيران الباليستية وتدميرها. كما ان جميع المدرعات الجديدة زودت بنظام «ترفي الدفاعي» لحمايتها من صواريخ الحزب المضادة
للمدرعات. وليس واضحاً بعد كيف ستواجه هذه الأنظمة الجديدة وابل صواريخ «حزب الله» وتكتيكاته المضادة للمدرعات.
ورأى الكاتبان في «فورين بوليسي» أن هذا «الردع المتبادل ساهم حتى الآن في تجنب حرب جديدة، ولكن المشهد لا يخلو من الإشارات بأن الحرب قد تندلع من جديد»، وخاصة
مع «اكتشاف احتياطات من الغاز الطبيعي في مياه الجانبين»، ناهيك عن أن «الثورة الدموية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد تقوض الهدوء الهش على طول الحدود
اللبنانية الإسرائيلية».
وفي حال شعر نظام الأسد أنه يواجه سقوطاً وشيكاً، فإنه «قد يشعل نزاعاً محدوداً مع إسرائيل في الجولان في إطار حرب تهدف إلى تحويل الانتباه عن الداخل. وسرعان
ما تتوسع رقعة مثل هذه الحرب لتشمل حزب الله، ولو ضد إرادة الحزب»، كما رجح صعب وبلانفورد.
وعلى نحو مماثل، إذا سقط نظام الأسد وتسلمت الحكم في دمشق قيادة جديدة تقرر التخلي عن حلفها مع إيران و«حزب الله»، فرأى صعب وبلانفورد أن إسرائيل قد تحاول انتهاز
موقف الحزب الضعيف عبر شن هجوم بغية تدمير الحزب نهائياً.
وبعدما أشارا إلى ان «الحرب الجديدة قد تندلع على الأرجح لسبب عرضي»، قال الكاتبان في «فورين بوليسي» إن على الجهود الدبلوماسية أن تركز على «طرق تجنب ان تتطور
الحوادث العرضية الى حرب. وقد تكون الاجتماعات الثلاثية التي تستضيفها قيادة «اليونيفيل» في هذا المجال وتجمع ممثلين عسكريين لبنانيين وإسرائيليين في الناقورة
وسيلة لحل مسائل متصلة بالخط الأزرق ومنتدى لطرح المخاوف التي يعرب عنها الجانبان. وهناك أيضاً إمكانية الاستعانة بالاتصالات الطارئة لحل مشاكل ملحة ليس بإمكانها
انتظار الاجتماع الثلاثي المقبل.

No comments:

Post a Comment