Friday, July 29, 2011

هزة سياسية في وجه أردوغان: قيادات العسـكر تتنحى فجـأة

كوسانير (الرابع من اليمين) إلى جانب قادة الجيش في صورة من الأرشيف (رويترز)
عاشت تركيا هزة سياسية كبرى بعد الاستقالات المفاجئة التي تقدّم بها رئيس هيئة الأركان التركي، وجميع أعضاء القيادة العسكرية، وسط خلاف مع الحكومة حول ترقيات
جنرالات معتقلين بتهم التآمر لإطاحة حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان، وذلك في خطوة غير مسبوقة عكست حجم التوتر بين المؤسستين العسكرية والسياسية
في تركيا.
وقدم رئيس أركان القوات المسلحة التركية الجنرال اسيك كوسانير استقالته، وذلك بعد لقائه أردوغان مرات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، وقبل اجتماع مع القيادة
العليا للجيش، التي تتخذ القرارات بشأن ترقيات كبار ضباط الجيش. وإضافة الى كوسانير تقدم كل من قائد سلاح البر اردال جيلان أوغلو، وقائد سلاح الجو حسن أكساي،
وقائد سلاح البحرية أشرف أوغور ييجيت باستقالاتهم.
وجاءت الاستقالات بعد اسابيع قليلة على فوز حزب العدالة والتنمية بأصوات 50 في المئة من الناخبين الاتراك في الانتخابات التشريعية، وفي ظل تطورات الأزمة السورية
التي هزت العلاقات بين أنقرة ودمشق.
ونقلت محطة تلفزيون «سي.ان.ان ترك» عن مكتب رئيس الوزراء قوله ان الجنرالات لم يستقيلوا ولكنهم تقاعدوا، فيما وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» ان كوسانير استقال
«لأنه وجد ان ذلك ضروريا».
وأشارت وكالة «الأناضول» إلى أن أردوغان عقد، فور تبلغه خطوة الضباط الأربعة، اجتماعاً مع نائبه بيسير اتالاي في مقر الحكومة، التي وصل إليها أيضاً قائد الدرك،
الذي شاوره أيضاً أردوغان بشأن ما حدث. وفي سياق متصل ألغى أردوغان زيارته إلى اسطنبول بسبب الاستقالات.

وتعتقل السلطات التركية 42 جنــرالاً في إطار تحقيق في مؤامرة يشتبه في أنها كانت تهدف إلى إطاحة حكومة حزب العدالة والتنمية. ويحاول ضباط كبار في الجيش منذ
فترة ترقية الضباط المعتقلين برغم احتجازهم، إلا ان الحكومة تصر على إجبارهم على الاستقالة.
وتعد قضية «المطرقة»، الناشئة عن خطة انقلاب مزعومة قدمت في ندوة للجيش في 2003، واحدة من عدة قضايا تضع المؤسسة العلمانية التركية في مواجهة حزب العدالة والتنمية
الحاكم بزعامة أردوغان الذي يشتبه منتقدون في ان له برنامجا إسلاميا سريا، بالرغم من نفي الحزب لذلك.
وهبطت الليرة التركية بشدة اثر ورود الأنباء عن استقالة القادة العسكريين، لتصل إلى 1.6946 مقابل الدولار من إغلاق في التعاملات بين المصارف عند 1.6805.
وكان الرئيس التركي عبد الله غول عقد اجتماعين يومي أمس وأول من أمس في القصر الجمهوري لمحاولة احتواء الأزمة لأن رئيس الأركان قدم اعتراضات في ضوء عدم ارتياح
الجيش من استمرار اعتقال الجنرالات. وذكرت وسائل إعلام تركية أن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء رفضا طلب رئيس الأركان بشأن ترقية المعتقلين، ما استدعى تقديم
الاستقالات.
(«السفير»، رويترز، أف ب، أب)

No comments:

Post a Comment