Thursday, July 28, 2011

سفاح أوسلو طلب وثائق «ويكيليكس» في السجن ... والتحقيق معه اليوم أوروبا تـدق جـرس الإنـذار ... ضـد «جميـع أنـواع الإرهـاب»
بدأت الفعاليات الأوروبية تتحرك استجابة لما سماه رئيس الوزراء النروجي السابق ثوربيورن ياغلاند «تحذيرا واضحا» من تصاعد النزعات اليمينية المتطرفة في اوروبا،
«فيما كنا مشغولين بالمسلمين». وأعرب خبراء أمنيون اوروبيون اجتمعوا في بروكسل لإطلاق آليات مكافحة للإرهاب اليميني، عن قلقهم من أن يتحول سفاح اوسلو اندرس
برييفيك إلى نموذج يحتذى به على مستوى اوروبا. وميدانيا، لم تكن المعطيات مطمئنة، مع اعتقال شابين في بولندا وفنلندا بتهمة تحضيرهما لعبوات متفجرة.
حملة أوروبية جديدة
وفي العاصمة البلجيكية اجتمع مسؤولون في مجال مكافحة الإرهاب لدى الاتحاد الأوروبي، بحضور ممثلين نروجيين، لمناقشة تقنيات جديدة قد تحول دون تكرار اعتداء اوسلو
المزدوج. وقال المستشار الرئيس لمنسق الاتحاد الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب تيم جونز «من الواضح أن أخطر التهديدات يتأتى من أن احدا قد يحاول الإعداد لهجوم
مماثل كنسخة مطابقة، أو كطريقة لإظهار الدعم». وأضاف أن المقاربة التي سيتقرر اتباعها لمنع حصول هجمات كهذه يجب أن تكون متعددة الجوانب».
وإضافة إلى تحسين التواصل بين الدول الاوروبية ودراسة المحفزات التي تدفع بشخص إلى العنف، قال جونز إن الاتحاد الأوروبي بدا العمل على نظام تتبع وترخيص لبعض
المواد التي قد تستخدم لصناعة المتفجرات مثل الأسمدة الكيميائية. وأعرب عن أمله بإنشاء شبكة خبراء يتمكنون من تشخيص إشارات التصرفات الإشكالية على مستوى محلي.

وقال مسؤولو مكافحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي إنه «كما اظهرت لنا هجمات اوسلو مرة اخرى، فإن الارهاب لا علاقة له بدين او معتقد معين». وطالبت بولندا، التي
تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، بأن يبدأ الاجتماع بـ«استخلاص العبر من هذه المأساة» بدراسة الادوات الحالية لمكافحة الارهاب والتفكير في طرق جديدة.
وجاء في بيان للخبراء ان «الارهابيين الذين يعملون بمفردهم» والذين ليست لهم علاقات بجماعات اخرى ويستقون افكارهم عبر الانترنت «يحتاجون الى المزيد من الاهتمام».
وقال المسؤولون ان هناك ضرورة للبحث بعمق أكبر في الانترنت وفي الوقت نفسه تعزيز عملية تبادل المعلومات وتسريع الرد الطارئ من خلال مكتب شرطة الاتحاد الاوروبي
«يوروبول».
ويقتصر التركيز في مسألة التطرف حتى الآن على المتطرفين الاسلاميين. وقد نشر الـ«يوروبول» في تقريره السنوي الاخير حول الارهاب قائمة بـ249 هجوما ارهابيا خلال
العام 2010، لم يكن اي منها من عمل اليمين المتطرف. وجاء في التقرير ان «التهديد الاجمالي من اليمين المتطرف يتراجع». الا ان الـ«يوروبول» قال ان النشاط المتزايد
لليمين المتطرف على مواقع الانترنت الاجتماعية «يضيف بعدا جديدا الى التهديد الذي يمكن ان يشكله اليمين المتطرف في المستقبل». كما حذر اليوروبول من ان ازدياد
الهجرة الى اوروبا في اعقاب الثورات العربية يمكن ان «يعيد إحياء» التطرف اليميني. وقال جونز «المسألة ليست مسألة التركيز على شكل من اشكال الارهاب دون الآخر
.. علينا ان نركز على الارهاب بشكل عام».
من جهته، كتب رئيس الوزراء النروجي السابق ثوربيورن ياغلاند الذي يترأس حاليا لجنة جائزة نوبل، والامين العام للمجلس الأوروبي في استراسبورغ، في صحيفة «افتنبوستن»
النروجية قائلا إن «اوروبا قد تلقت تحذيرا واضحا من النروج». وأضاف «من الممكن ان يكون برييفيك قد عمل وحيدا. لكنني أخاف أن يكون قد أطلق نزعة جديدة. بينما
كنا جميعا مشغولين بالمسلمين والإسلام الراديكالي، سمح لهذا (التطرف اليميني) بالتطور بصمت». وفي مقاله بعنوان «العنصرية في اوروبا» تابع ياغلاند قائلا «نرى
نوعا جديدا من القومية، بزي جديد. لكن الحكمة القديمة ما زالت حقيقة: كل الأفكار القومية تأتي من أمر سيئ وتؤدي إلى أمر سيئ».
وفي سياق متصل، أعلنت الشرطة البولندية إلقاء القبض على شخص يشتبه في انه يقوم بتصنيع قنابل، كما أنه وضع مقاطع فيديو على شبكة الإنترنت تظهرها وهي تنفجر. وجرى
القبض على الشاب (20 عاما) في بلدة موسزينا جنوبي بولندا بعدما رصدت الشرطة القائمة على مراقبة شبكة الإنترنت مقاطع الفيديو التي تظهر وقوع الانفجارات في احدى
الغابات. وقالت الشرطة انها عثرت على قنبلتين ومواد كيميائية تستخدم في تصنيع القنابل أثناء تفتيشها للمرأب الخاص بالمشتبه به.
وكان جرى اعتقال شخص الأسبوع الماضي في مدينة كراكوف البولندية لضلوعه في أربع هجمات وقعت منذ أواخر شهر حزيران الماضي، حيث كان جرى وضع القنابل في داخل مبان
سكنية في المدينة. وقالت الشرطة انها عثرت على المشتبه به (38 عاما) وبحوزته مواد كافية لتصنيع نحو مئة قنبلة.
كما ألقت الشرطة الفنلندية القبض على شاب يبلغ من العمر 18 عاما بعد أن فتشت منزله وعثرت على مواد يمكن استخدامها في صنع عبوات ناسفة. وقالت الشرطة في بيان
انها تلقت معلومات بعد العثور على عشرة كيلوغرامات من سماد نترات الامونيا من بولندا موجهة الى عنوان المشتبه به. ونقلت وكالة الانباء الفنلندية عن المكتب الوطني
للتحقيقات أن المشتبه به قال انه كان يريد فقط صنع متفجرات صغيرة مثل الالعاب النارية لتسليته من دون أي نية لإيذاء الآخرين. وقالت الشرطة ايضا انها لم تجد
اي صلة للحادث مع حادثي التفجير واطلاق النار في النروج. لكن يذكر أن سفاح اوسلو كان قد اشترى سمادا لمتفجراته من بولندا أيضا.
وفي بريطانيا، حيث تستمر التحقيقات حول الصلة بين برييفيك و«رابطة الدفاع الانكليزية» المناهضة للإسلام، ذكرت صحيفة الـ«غارديان» أنه في يوم اعتداء اوسلو نفسه،
تم الاعتداء على مسجد في منطقة لوتون ووضعت على حائط المسجد شعارات الرابطة إضافة إلى نجمة نازية.
تطورات القضية
قالت الشرطة النروجية انها ستحقق مجددا اليوم مع برييفيك وذلك بعد ان تلقت خلال الايام الاخيرة «الكثير» من المعلومات الجديدة. وفيما تتزايد التساؤلات حول الادعاءات
بأن برييفيك كان يحمل جهازا لاسلكيا اثناء قيامه بإطلاق النار على تجمع للشبيبة في جزيرة اوتويا، وتأكيداته بوجود شركاء في جرائمه، قال المدعي العام النروجي
ان المشتبه به البالغ من العمر 32 عاما، لن يحاكم قبل العام 2012.
وستكون هذه ثاني جلسة تحقيق مع برييفيك (32 عاما) بعد الجلسة التي جرت السبت الماضي. وقال مسؤول الشرطة بال - فريدريك كرابي ان الشرطة ستحقق مع برييفيك بخصوص
«المعلومات التي تلقتها خلال الايام القليلة الماضية - وهي معلومات كثيرة» رغم انه لم يكشف عن طبيعة هذه المعلومات. صرح الناطق باسم شرطة اوسلو هينينغ هولتاس
«قلنا دائما انه ليس مستبعدا ان يكون هناك شركاء أخرون متواطئون ونحن نحقق في هذا الصدد». لكنه اضاف ان «نظرية التواطؤ المحتمل تتقلص مع الوقت» مؤكدا «عدم العثور
عن اي دليل يثبت ذلك» في مكان الحادث.
ولم يؤكد ما اذا كان برييفيك يحمل جهازا لاسلكيا «توكي ووكي» على الجزيرة التي قتل فيها 68 شخصا معظمهم من الشباب، الا ان شاهدين قالا انه كان يحمل جهازا لاسلكيا.
وقال احد الناجين ويدعى غرانلي كالست (15 سنة) «تقدم نحونا وكان يرتدي بزة شرطي ولديه كل المستلزمات كجهاز توكي ووكي وأسلحة وكل شيء».
وأفادت تقارير صحافية عديدة بأن برييفيك قدم طلبات مثيرة للانتباه في السجن، وطلب أنواعا خاصة من الطعام، كما طلب أن تتيح له السلطات فرصة الاطلاع على كتابه
من 1500 صفحة، ومتابعة تسريبات موقع «ويكيليكس» من الوثائق الدبلوماسية الاميركية.
(«السفير»، أ ف ب، أ ب، رويترز)

No comments:

Post a Comment