Saturday, August 27, 2011

المعارضة تتهم سليمان وقهوجي بالاطلاع مسبقاً على «فجر القمصان السود»14 آذار.. وكيفية «مواجهة انحياز رئيس الجمهورية»!
دنيز عطا الله حداد
توقف المراقبون عند كلام النائب المعارض مروان حمادة، بعيد جلسة مجلس النواب الأخيرة التي لم تلتئم يوم الأربعاء الفائت، بقوله لفريق السلطة «نصيحتي أن ترحلوا
قبل سقوط باب عزيزية الحكومة والعهد».
ليست المرة الاولى التي تُستهدف فيها حكومة نجيب ميقاتي من 14 آذار. فقد تم التعاطي معها منذ اللحظة الاولى على اعتبارها «حكومة أكثرية مسروقة وتضم بين أعضائها
من يحمون متهمين بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري». لكنها من المرات القليلة التي يتم التصويب المباشر فيها على «العهد» من قبل «14 آذار».
لا يعني ذلك ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان سَلُم من انتقادات هذه القوى سابقا. لكنها بقيت تحاول عدم التصويب عليه بالمباشر والعام، والاكتفاء بإبداء بعض الملاحظات
المحدودة، على مواقف أو إجراءات معينة اتخذها، قبل أن يجري سعد الحريري مقابلته الشهيرة مع قناة «ام تي قي» يوجه انتقاداته الأولى الى رئيس الجمهورية في معرض
تذكيره بخطاب القسم، لتكر سبحة الانتقادات، خاصة من نواب المستقبل في جلسة مناقشة البيان الوزاري لحكومة ميقاتي.
فهل يعكس كلام حماده موقفا مستجدا لـ«14 آذار» من الرئيس سليمان؟ وهل من نية للتصعيد مع بعبدا؟ وأي سقف سيحكم العلاقة في الفترة المقبلة؟
تشير مصادر مطلعة إلى أن «نقاشا مستفيضا جرى بين قيادات في «14 آذار» حول مواقف سليمان منذ ما قبل تشكيل الحكومة إلى اليوم. وان الآراء مجمعة على أن رئيس الجمهورية
الذي يصر على حياديته وموقفه الوسطي يبدو منحازا أكثر فأكثر إلى قوى» 8 آذار» لأسباب عدة».
لكن الإجماع على توصيف تموضع الرئيس سليمان يتناقص عند البحث في كيفية التعاطي معه أو الرد عليه. ففي حين يرى البعض ضرورة «عدم التصويب المباشر عليه كي لا نخلق
تعاطفا حوله، ونعطي ذرائع لـ«التيار الوطني الحر» للدفاع عن موقع الرئاسة الأولى وبالتالي تقريب المسافة بينهم وبين سليمان»، يرى فريق آخر «ان سيد بعبدا يمعن
أكثر فأكثر في الانحياز، وكلما سكتنا عن ذلك فسيكمل في الخط نفسه. لذا لا بد من لفت نظره الى ان أسلوبه بات مكشوفا وعليه ان يلتزم بما طرحه عند انطلاقة عهده
من وقوفه فعلا على مسافة واحدة من كل الاطراف».
ويشير مصدر مسؤول في المعارضة الى «ان مواقف الرئيس سليمان بدأت تظهر انحيازا واضحا لقوى «8 آذار» منذ موضوع تأجيل موعد الاستشارات النيابية الملزمة. وقد اكتشفنا
لاحقا ان قائد الجيش العماد جان قهوجي كان على علم مسبق بتحركات «القمصان السود» واكتفى بالاشتراط عدم نزولهم بأسلحتهم. وعلى الارجح فهو وضع رئيس الجمهورية
بصورة هذا التحرك مسبقا. فكيف يمكننا بعد ذلك أن نثق بنوايا العهد وحياديته؟». يضيف «لقد كرر سليمان اكثر من مرة انه لا يوقع على مراسيم تشكيل حكومة من لون
واحد، وهو ما عاد وتنكر له داعما هذه الحكومة ومدافعا عنها وساعيا الى رأب الصدع فيها. وقد سمح بذلك أن تعود حكومة لبنان لتكون تحت رعاية إقليمية سورية وايرانية».

ومع ذلك لم تتوصل المعارضة الى توحيد موقفها من الاسلوب واللهجة والسقف في خطابها عن سليمان واليه. وكان بيان الرئيس سعد الحريري الأخير واضحا في الاشارة الى
«خلاف في وجهات النظر»، ولم يذهب أبعد. لكن ذلك الخلاف ليس على مسائل تفصيلية كما يشرح «المستقبليون» أنفسهم، انما على نقاط جوهرية منها طبيعة «الحوار» و«العدالة»
والموقف من الثورات العربية والتخوف منها على لبنان».
ويحاول «المستقبل» الإبقاء على «شعرة معاوية» مع الرئاسة اللبنانية وفي حساباته الكثير. ويقول أحد النواب «اننا نكن كل الاحترام للرئيس سليمان، ونعرف بعضا من
حجم الضغوط التي يتعرض لها، ولا نريده ان يتبنى مواقفنا، لكننا نتمنى ان ينحاز فقط الى خطاب القسم الذي ألقاه وان يكون حكما لا طرفا».
ويشير أحد حلفاء «المستقبل» الى ان من ضمن حسابات «الكتلة الزرقاء» ان «العهد في نصف عهده، وعمر هذه الحكومة لن يطول. ومن يرد أن يكون رئيسا للحكومة فعليه ان
يتعاون مع رئيس الجمهورية. وهذه حسابات مشروعة لكن ضمن ظرف سياسي طبيعي وسليم. ونحن اليوم نعيش ظرفا مفصليا سيكون له تداعياته على لبنان لسنوات. بالتالي لا
يملك رئيس الجمهورية ولا غيره ترف المواقف الملتبسة. وشتان ما بين الالتباس والوسطية الحقيقية التي يلتقي فيها التنوع اللبناني».
ويؤكد «اننا جميعا كقوى» 14 آذار» نتحسس ونلمس وقوف سليمان الى جانب فريق في الانقسام اللبناني، ولا ندعي أن لدينا مقاربة واحدة أو قراءة واحدة لكيفية مواجهة
هذا الواقع. بعضنا لا يزال يراهن على إمكان تمايزه في المواقف المصيرية، ومنا من يعتبرون انه يسدد اليوم بعض الفواتير المستحقة. في كل الاحوال، سيعطي الشهر
المقبل مؤشرا حاسما لمواقف الرئيس في المحطات المفصلية والقضايا الجوهرية. وعلى ضوئها يمكن بلورة أسلوب الرد ومضامينه».

No comments:

Post a Comment