Saturday, August 27, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الأحد 28 آب/أغسطس 2011
الأحد الثاني عشر من زمن العنصرة: إيمان المرأة الكنعانيّة

في الكنيسة المارونيّة اليوم : مار أوغسطينوس المعترف - مار موسى الحبشيّ المعترف

إنجيل القدّيس متّى .28-21:15
ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاك، وٱنْصَرَفَ إِلى نَواحِي صُورَ وصَيْدا،
وإِذَا بِٱمْرَأَةٍ كَنْعَانِيَّةٍ مِنْ تِلْكَ النَّواحي خَرَجَتْ تَصْرُخُ وتَقُول: «إِرْحَمْني، يَا رَبّ، يَا ٱبْنَ دَاوُد! إِنَّ ٱبْنَتِي بِهَا شَيْطَانٌ يُعَذِِّبُهَا جِدًّا».
فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَة. ودَنَا تَلامِيذُهُ فَأَخَذُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ قَائِلين: «إِصْرِفْهَا، فَإِنَّهَا تَصْرُخُ في إِثْرِنَا!».
فَأَجَابَ وقَال: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل».
أَمَّا هِيَ فَأَتَتْ وسَجَدَتْ لَهُ وقَالَتْ: «سَاعِدْنِي، يَا رَبّ!».
فَأَجَابَ وقَال: «لا يَحْسُنُ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ البَنِين، ويُلْقَى إِلى جِرَاءِ الكِلاب!».
فقَالَتْ: «نَعَم، يَا رَبّ! وجِرَاءُ الكِلابِ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ عَنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا».
حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «أيَّتُهَا ٱلمَرْأَة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ شُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا.


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

غيغ الكرتوزيّ (؟ - 1188)، رئيس دير الرهبانيّة الكرتوزيّة
رسالة عن الحياة التأمليّة
"فجاءَت وارتَمَت على قَدَمَيْه"
ربّي، ما من أحد يمكنه أن يرى سوى أطهار القلوب (متى5: 8)، أنا أبحث من خلال القراءة والتأمّل، عن معنى طهارة القلب الحقيقيّة، وكيف يمكننا الحصول عليها لنصبح قادرين بفضلها على التعرّف إليك، حتّى لو قليلاً. لقد بحثت عن وجهك، يا ربّي، بحثت عن وجهك (مز27: 8). لقد تأمّلت طويلاً في قلبي، وأُضرِمَت نار أثناء تأمّلي: الرغبة في معرفتك أكثر. عندما تكسر لأجلي خبز الكتاب المقدّس، أعرفك في كسر الخبز هذا (لو24: 30-35). وكلّما عرفتك، كلما رغبت في معرفتك أكثر، ليس فقط في قشور الكلمة، بل في طعم الاختبار.

أنا لا أسأل ذلك ربّي، بفضل استحقاقاتي، لكن بفضل رأفتك. أعترف حقًّا أنّني خاطئ وغير مستحقّ، "لكنّ صِغارَ الكِلابِ تَأَكُلُ تَحتَ المائِدة من فُتاتِ الأَطفال". أعطني إذًا ربّي، ضمانة ميراثك الآتي، أقلّه نقطة من المطر السماوي لإرواء عطشي، لأنّني أحترق من المحبّة"...

بهذه الكلمات تدعو النفس عريسها. والربّ الذي ينظر إلى الأبرار، ولا يستمع إلى صلاتهم فحسب، بل هو في صلاتهم. هو لا ينتظر نهاية هذه الصلاة، بل يتدخّل في منتصفها؛ هو يحضر فجأة، ويسرع لملاقاة النفس التي ترغب فيه، راشحًا الندى السماوي العذب كأثمن العطور. أعاد خلق النفس المتعبة، وغذّى النفس الجائعة، وقوّى ضعفها، وأحياها عبر نسيان للذات مدهش، وجعلها زاهدة من خلال إسكارها به.







No comments:

Post a Comment