Saturday, August 27, 2011

«كـل تحريـض علـى الجيـش والمقاومـة والفتنـة هـو خدمـة لإسرائيـل» نصر الله: نريد سوريا الإصلاحية والقوية وسند لبنان وفلسطين
حشود المشاركين في احتفال «يوم القدس» في مارون الراس وتبدو المستعمرات الإسرائيلية إلى أقصى اليمين، وفي الإطار السيد نصر الله مخاطباً حضور الاحتفال عبر شاشة
عملاقة (عباس سلمان)

لا مشاورات فعلية ولا حلول لقضية الكهرباء، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يواصل رحلته الدينية إلى السعودية، فيما رئيس الجمهورية ميشـال سليمان، قرر ولو متأخرا،
احتضان «مؤسسته» العسكرية، باستقباله قائدها العماد جان قهوجي، مثنيا على أداء الجيش ودوره الضامن للسلم الأهلي وللحدود، وفي ظل هذا الوقت الضائع، كانت سفيرة
الولايات المتحدة مورا كونيللي تسرح وتمرح، منادية لبنان الوفاء بالتزاماته الدولية، وذلك على مسافة ثلاثة أسابيع من استحقاق ملف حصة لبنان في تمويل المحكمة
الدولية الخاصة بلبنان.
وفيما يواجه لبنان اليوم، استحقاقا دبلوماسيا، يتمثل في انعقاد المجلس الوزاري العربي في القاهرة، بمشاركة وزير الخارجية عدنان منصور، لمناقشة أوضاع ليبيا وسوريا
واليمن، أبلغ مصدر رسمي لبناني بارز «السفير» «أن لبنان ينسق الموقف من الاجتماع مع سوريا لاعتبارات كثيرة، وهناك تشاور مستمر بين وزيري خارجية البلدين، بشأن
المواقف التي ستتخذ والتوجهات المستقبلية».
وأكد المصدر ان أي بيان سيصدر عن الاجتماع يجب أن يحظى بإجماع عربي حسب نظام الجامعة «وهذا الأمر حتى الآن غير متوافر أقله على المستوى السوري واللبناني خصوصا
أن ما يطرحه القطريون تحديدا هو تخيير سوريا بين أمرين لا ثالث لهما إما ذهاب الملف السوري الى التدويل اي الى مجلس الأمن الدولي، او القبول بلجنة متابعة عربية
شبيهة بتلك التي تشكلت إبان الحرب اللبنانية ومهدت الأجواء لمؤتمر الطائف».
وقال مصدر دبلوماسي لـ«السفير» إن صيغة المشروع الروسي التي طرحت في مجلس الأمن الدولي، 
أمس، «أحرجت الأميركيين كما ستحرج العرب في اجتماع القاهرة، الذي سيجد نفسه مضطرا للتواضع إزاء الموضوع السوري».
في هذه الأثناء، أطل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، عصر أمس، من خلال شاشة عملاقة نصبت في أعالي بلدة مارون الراس الحدودية المطلة على فلسطين،
وتحدث مع المشاركين في المهرجان السنوي المركزي، لمناسبة «يوم القدس العالمي»، ومن خلالهم مع الجمهور العربي والاسلامي، بخطاب بدت ركيزته، من بدايته وحتى نهايته،
قضية فلسطين.
وبعد تشديده على أنه لا يجوز لأحد أن يتخلى عن حبة تراب أو قطرة ماء أو غاز أو نفط من فلسطين، قال ان إقامة دولة فلسطينية على اراضي العام 1967 هي شأن فلسطيني،
لكن ليس على حساب بقية أرض وشعب وتراب فلسطين.
وقارب نصر الله المشهد العربي بدءا بعملية إيلات النوعية الأخيرة، وما يجري من تحولات، داعيا الى قياسها استنادا الى «البارومتر» الفلسطيني، أي مدى انعكاسها
سلبا أو إيجابا على قضية فلسطين، وتوقف في هذا المجال عند ما تشهده مصر في هذه الأيام رسميا وشعبيا كمؤشر على مرحلة مصرية جديدة، وخاصة في الموقف من إسرائيل
وعدوانها على غزة وعلى الأراضي المصرية، وبالتالي المطالبة بطرد السفير الاسرائيلي من مصر، وقال «عندما تتنحنح مصر يعني أن هناك تحولا استراتيجيا مهما في المنطقة».
ودعا الليبيين الى إعادة ليبيا الى قضية فلسطين.
وتوقف نصر الله عند المشهد السوري من الزاوية نفسها، منطلقا من تمسك القيادة والشعب في سوريا بالثوابت الوطنية والقومية ورفضهم التفريط بالحقوق العربية وخاصة
قضية فلسطين، ووقوفهم بوجه الضغوط الدولية طوال عقود مضت، وقال إن هذا الموقف السوري هو ركيزة لبقاء القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها، مثلما وقفت سوريا وتحديدا
قيادتها الى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين.
أضاف نصر الله: كل أحباء فلسطين والقدس يريدون سوريا الموقف القومي وسوريا القوية بالإصلاحات والتطوير وهذا يعني أنه يجب أن يعمل كل من يدعي الصداقة لسوريا
والحرص على سوريا وشعبها ودمائها ومستقبلها ووحدتها الوطنية أن تتضافر الجهود لتهدئة الأوضاع في سوريا ولدفع الأمور إلى الحوار وإلى المعالجة السلمية، وأي اتجاه
آخر أو سلوك آخر هو خطر على سوريا وفلسطين وكل المنطقة. وسأل «أولئك الذين يطالبون اليوم بتدخل دول الناتو عسكرياً في سوريا، هل هؤلاء يريدون مستقبل سوريا أم
تدميرها وتقسيمها ودفعها الى حرب أهلية»؟
وتابع نصرالله « الإخلاص للقدس وفلسطين ولبنان ـ حتى هؤلاء اللبنانيين الذين يساعدون على توتير الأوضاع في سوريا ويرسلون السلاح ويحرضون هؤلاء لن يبقوا ـ لبنان
ليس بمنأى، التطورات في سوريا ستطال المنطقة كلها، أي تطور سلبي أو سيئ سيطال المنطقة كلها وأي تطور إيجابي سيكون لمصلحة المنطقة كلها».
وأكد نصر الله أن لبنان لم يعد الحلقة الأضعف في المنطقة ولن يعود كذلك، وهذا اللبنان القوي هو الذي يملك ارادة رفض التوطين، وأشار الى ان الفضل في قوة لبنان
ومناعته إنما يعود لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، داعيا اللبنانيين الى حفظ هذه المعادلة صونا لبلدهم ولفلسطين، وقال إن المحكمة الدولية جاءت في سياق تعويض
اسرائيل عن هزيمتها في حرب تموز واستهداف المقاومة، وقال ان المقاومة عندما تطل على الرأي العام للشرح والتوضيح لا تقوم بذلك من أجل إقناع واشنطن او مجلس الأمن
أو بيلمار أو كاسيزي أو بعض الشخصيات في لبنان، بل لمخاطبة جمهورها اللبناني والعربي والاسلامي وشرح أبعاد المؤامرة الجديدة بعنوان المحكمة والقرار الاتهامي.

وختم نصر الله بالقول «كل واحد في هذا البلد تسمعونه يحرّض على المقاومة هو يخدم إسرائيل، وكل من يحرّض على الجيش اللبناني يخدم إسرائيل، وكل من يتحدث بلغة
طائفية أو مذهبية سعيا إلى الفتنة يخدم إسرائيل، من حيث يدري أو لا يدري» (ص3).
 

No comments:

Post a Comment