Wednesday, August 24, 2011

القدر ... ولبنان!

الاربعاء 24 أب 2011
سياسي لبناني عتيق قال أخيرا : " أنا أؤمن بالقدر... وهاأنا جالس على ضفة النهر أنتظر جثة عدوي تمر أمامي : .
إنه مثل معظم اللبنانيين أيضا يؤمنون بالقدر . وهم منذ العام 1975 جالسون على ضفة النهر ينتظرون مرور جثث أعدائ لبنان من أمامهم , واحدا تلو الآخر. وبالفعل مر الكثيرون ولبنان ما زال ينتظر مرور الباقين!
كل الذين نهبوا ثروات أوطانهم وقتلوا شعوبهم وبطشو بها تحت شعارات العروبة وتحرير فلسطين , وحولوا هذه الاموال لتدمير لبنان وقتل شعبة, تساقطوا وانتهوا في جهنم, والامثلة عديدة:
هل تذكرون بائع فلسطين ياسر عرفات الذي تاجر بالقضية وبالشعب الفلسطيني . هل نسيتم كيف نهب ثروات القضيةواستعملها في ذبح بيروت وقتل اهلها . وكل ذلك باسم القضيةمدعيا الدفاع عن فلسطين ! وبعدما ذبح لبنان واغتصب عاصمته باسم تحرير فلسطين, باع فلسطين وشعبها في أوسلو , فقط ليجلس على كرسي سلطة فارغة في أريحا بائعا " , ليمون حيفا " وأريج الزهر في بيسان . وحين مات في فرنسا مرت جثته في النهر امام ناظري لبنان المنتظر على ضفته.
وذهبت فلسطين بعده وبفضله الى الهاوية , وانتقلت ثروات الشعب الفلسطيني التي نهبهاالزعيم العظيم الى من يتنعم بها في شوارع العواصم الاوروبية , كما فعل قبله زهير محسن وغيره من الذين تاجروا بقضية فلسطين لصالح الانظمة العربية المتهالكة . وبقيت صرخات وآلام وتضحيات الشعب الفلسطيني بضاعة باعها أزلام عرفات في سوق النخاسة .

ثم هل تذكرون الرئيس العراقي "المهيب " صدام حسين الذي استسلم لاول جندي أميركي ,بعد أن دمر العراق ونهب ثرواته وظلم الشعب العراقي الذي بني حضارة بلاد الرافدين , وايضا وايضا باسم تحرير فلسطين . فدفع الاموال الطائلة لتسليح جيوشه التي بدلا من تحرير القدس ضلت طريقها , وذبحت مكونات الشعب العراقي , وأخطأت العنوان " فحررت " الكويت ودمرت ثرواته . ليس هذا فحسب بل وساهمت الايادي الصدامية السوداء في تدمير بيروت وذبح أهلها الطيبين . ولا أحد ينسى ان كل ذلك لتحرير فلسطين . وانظروا بربكم أين اصبحت فلسطين , دمرت القضية ودمر العراق , ووالكويت ... ولبنان ما زال منتظرا على ضفة النهر بعد أن مرت جثة صدام حسين أمامه مثلما مرت جثة ياسر عرفات وزهير محسن وآخرين ممن طعنوا بيروت في قلبها ونهبوا ثرواتها وساهموا في تدمير لبنان وحضارته.
وها هو الطاغية الديكتاتور معمر القذافي " فيلسوف الكتاب الاخضر ",يرحل الى غير رجعة , بعد أن نهب ثروات ليبيا على مدى أربعة عقود وصرفها على ملذاته , وعلى تصفية فلسطين وقضيتها , وعلى العمليات الارهابية النوعية : من خطف الامام موسى الصدر ورفيقية , الى " لوكربي : وصولا إلى آلاف عمليات الاغتيال على طول البلاد والدول وعرضها, ومنها عصابة " جيش لبنان العربي " التي دمرت ثكنات الجيش اللبناني في الجنوب , ومهدت الطريق أمام جيش العدو الاسرائيلي لغزو لبنان وإحتلال عاصمته..
ليس هذا فحسب ,هل نسي احد اياديه السوداء الملطخة بدماء عشرات ألاف اللبنانيين, وهل نسي أحد كيف استعملت الاموال الليبية في نحر بيروت.هل يصدق عاقل أن دعوات الارامل واليتامى ذهبت هدرا. حاشى وكلا .

وها هو شعب لبنان الصابر المؤمن بالقدر , وبأن " الله مع الصابرين ... " , ما زال جالسا على ضفة النهر ينتظر مرور جثة معمر القذافي من أمامه كما مرت من قبل جميع جثث الذين تورطوا في حروب لبنان وعليه, وكل الذين ألفوا "مسرحية " تحرير فلسطين لتدمير بيروت , وكل الذين ركبوا موجات كل هؤلاء , لتحرير لبنان من أهله .وما زال هناك الكثير ممن ستمر جثثهم في النهر , بإذنه تعالى ,أمام شعب لبنان الصامد ابدا والمؤمن دائما بالقدر .
هل سمعتم الارامل بالامس يقولون عن كل هؤلاء : الى جهنم وبئس المصير .
يتبع...

No comments:

Post a Comment