Wednesday, August 24, 2011

> عون في أعالي صنين «تحضيراً للمعركة»

عون في أعالي صنين «تحضيراً للمعركة»
غسان سعود

غالباً ما يمضي النواب وقتهم في دوائرهم الانتخابية، يترقبون بشوق أيام الإجازة لمغادرتها إلى منطقة أخرى. لكن حتى في هذه، يشذّ رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد
ميشال عون عن الإجماع: حين يقرر عون أن يأخذ إجازة، يتجه إلى دائرته الانتخابية، كسروان. فللعام الثاني على التوالي، اختصر الجنرال الإجازة الصيفية السنوية
بيومين في منتجع فقرا في أعالي كسروان.
المشوار بدأ ليل الجمعة، المبيت في منزل يملكه رئيس بلدية ضهور الشوير إلياس أبو صعب ويسكن فيه الوزير جبران باسيل (لامتلاك أبو صعب منزلاً آخر في فقرا أيضاً).
المحطة الأبرز كانت يوم السبت، استيقظ الجنرال الآخر الذي لم يتسنّ لكثيرين التعرف إليه بعد، قبل الجميع، نحو الخامسة صباحاً، ليتسلل إلى شرفة تطل على جبال
ووديان يعرفها قائد سلاح المدفعية في الجيش اللبناني (من 1976 إلى 1982) صخرة صخرة. يطمئن الجنرال: الشمس هنا ما زالت تشرق من الشرق، والشرق عاصمته دمشق. يمارس
بعض التمارين الرياضية لـ«يفتح صدره» ويعود إلى الداخل.
لاحقاً ستنطلق العائلة وبعض الأصدقاء وسط حشد من المرافقين في مسير ساعتين. يتلذذ الجنرال في الحديث المسهب عن أنواع الأشجار وخصائص النباتات، يبهره مرور طائر
من هنا و«حردون» من هناك. ينزل السائرون في وادٍ صغير، يتسلقون تلة. يتعب المدللون ولا سيما الوزراء و«مشاريع النواب»، لكن قائد الجيش السابق يتابع الطريق.
يشرح لهم عن النهر الفاصل بين قضاءَي المتن وكسروان. يتسع الحديث لبعض الذكريات العسكرية ولبعض المعلومات العامة عن الأنهار التي ترسم حدود غالبية الأقضية في
لبنان. مشى الجنرال هذه المرة ضعفي المسافة التي مشاها العام الماضي، «ركابه مناح» يقول أحد السائرين بصوت عال، فيبتسم عون. يلتقطها أحد الأحفاد، يردد باعتزاز
«جدّو قبضاي». يبلغ الجنرال في ثيابه الرياضية صنين، وفي المقاهي على سفوح ثاني أعلى جبل لبناني يستريح. لكن سرعان ما «طحشت» القضايا السياسية مع رئيس بلدية
بسكنتا طانيوس غانم الذي كان ينتظر ضيفه لإعلامه، بإسهاب، عن ملاحظاته على عمل بعض النواب المتنيين وبعض الوزراء المشاركين في الزيارة. ومن الإنماء إلى السياسة
تشعبت المواضيع وضاعت بين صحون الزعتر والشنكليش واللبنة والعسل البلدي.
يملأ الجنرال رئتيه بالأوكسجين النظيف سائلاً: نعود؟ فيقبض باسيل وأبو صعب ووزير السياحة فادي عبود على قلوبهم خشية أن يبلغهم برغبته في العودة سيراً، لكنه
يسارع إلى مسح العرق عن جباههم، مؤكداً تفضيله العودة بالسيارة.
يمر عشرات الأصدقاء، ممن لم يلتقهم عون منذ أشهر، وفاعليات كسروانية وآخرون، قبل العشاء بمائدة الوزير عبود. حمص عبود بلا فلافل هذه المرة. وزير الداخلية والبلديات
مروان شربل يهتم بنفسه بأسياخ اللحمة التي ينوي عبود إدخال لبنان من رائحتها إلى كتاب غينيس مجدداً. فعلياً يبدو عبود أحد أفراد العائلة، يصغي إليه الجنرال
باهتمام غالباً، وهو في الأساس معجب بـ«غينيس بوك».
أخيراً في طريق مغادرته يتغدى عون مرة أخرى عند النائب فريد الخازن. لماذا الخازن؟ الطيبون يقولون لأنه الوحيد بين نواب المنطقة الذي يبادر إلى دعوته، أما الخبثاء
فيتهمون النواب الآخرين بالبخل.
المهم أن على مائدة الخازن بدت الأمور الواضحة: كسروانياً جلس على الطاولة مجموعة مرشحين بدت كراسي بعضهم أقرب إلى الجنرال من كراسي بعض النواب الحاليين. أما
وطنياً فـ«شرّج» الجنرال ما يكفيه من الطاقة لخوض معركتين كبيرتين في الأيام القليلة المقبلة: الأولى كهربائية، والثانية تتعلق بالتشكيلات الإدارية التي يتوقع
العونيون أن تشهد توتراً أعلى من الكهربائيّ بكثير.

No comments:

Post a Comment